بين غُصنٍ وشال… تغريد الشيباني تُحاور بثمانيةٍ وعشرين عملاً
تشرين-لبنى شاكر:
تُؤمن التشكيلية تغريد الشيباني بأن الكلمة أصلٌ لِكل ما هو مُؤثر، في الأغنية والرواية والسينما، حتى في الحوار مع لوحة، ستدور الكلمات في رُؤوسنا، لِهذا برأيها تبدو العلاقة بين الفنون والأدب مزيجاً يصعب الفصل بين مُكوّناته، تلتقي جميعها عند هدفٍ واحد، التأثير في المُتلقي، مُستمِعاً وقارئِاً ومُتفرِجاً، ومن هنا كان معرضها الفردي الثاني “ظلالٌ مُلونة وأغصانٌ مُزخرفة” بموازاة معرضٍ للكتاب، أُقيما مُؤخراً في مدينة جرمانا “حديقة كرم حديد”، بالتعاون مع مؤسسة سين للثقافة والنشر والإعلام.
ضمّ المعرض تسعة عشر لوحة وتسعة أعمالٍ يدوية تنوّعت بين المرايا والصناديق، استخدمت فيها الشيباني خلطة العجمي المصنوعة من عجينة الزنك والسبيداج والغراء العربي، لإبراز الخطوط الرئيسية في العمل الفني والتركيز على ملامح الجمال في سطح اللوحة، بالذهبي والفضي النافرين، استمراراً لمشروعها الشخصي منذ عام 2017، بتطويع حرفة العجمي دمشقية الأصل بشكلٍ جديد، بعد أن درجت العادة استخدامها لتزيين قاعات الاستقبال والمجالس في البيوت والقصور، وتوزيعها بين الشبابيك والأبواب والجدران.
تنوّعت مضامين اللوحات بشكلٍ مُلفت لِما فيه من تتابع، بدءاً من المرأة بِوصفها أماً وأختاً وصديقة، ومنها إلى الأسرة الصغيرة في البيت الواحد ثم البيت الأكبر بمبادئه التي ترى التشكيلية أن الجميع تربى عليها في زمنٍ سابق، أهمها تقدير الذات والآخر، وهما ما نحتاجه اليوم لنعود إلى ما كنا عليه، إضافةً إلى تفاصيل من الحارات الدمشقية، بُيوتها ذات الأبواب الصغيرة المفتوحة على مساحاتٍ رحبة، عرائش الياسمين فيها المُتداخلة مع أشجار النارنج، تراثها في الأزياء والعمارة والزخارف.
في إحدى لوحاتها جمعت الفنانة بين غصن شجرةٍ مُزهرة وشالٍ مُطرّز، من دون خلفية مُحددة واختارت لها عنوان “أُصول”، وفي أخرى أنبتت تفرعاتٍ مُتداخلة من وجه أنثى إشارةً إلى العائلة التي تعددت دروب أبنائها ومنشؤُهم واحد، بينما أعطت شكل طاووسٍ لوجه فتاةٍ بمُسمى “حنين”، واشتغلت أيضاً على تشابك الأفكار في لوحةٍ عن الدراويش، فاستبدلت الجسد بالخطوط المائلة ومنحتها لوناً أصفر برّاق، وهو ما لجأت إليه حين حوّلت نصف الجسد العلوي لأنثى إلى موقف باصاتٍ في طرفه الأول، وفي الثاني تقف عائلةٌ حزمت حقائبها وأدارت ظهرها للبلاد.
تخرّجت تغريد الشيباني في معهد إعداد المُدرسين، قسم العمل اليدوي، شاركت في معارض جماعية، ولديها معرضٌ فرديٌ سابق بعنوان “نفحات من روحي”، وتستعد خلال أيام للمشاركة في معرض “تراث وأجيال” ضمن فعالية أيام الفن التشكيلي السوري في المركز الثقافي في المزة، ومعرض “الحداثة والتجديد في التراث العربي” في كلية الآداب.