“الحماية الترددية” تتوعد المنشآت الصناعية باهتلاكات وخسائر كبيرة
تشرين-رحاب الإبراهيم:
لم يمنع تحسن “الكهرباء” في المناطق الصناعية بمدينة حلب من ظهور منغصات جديدة اشتكى منها بعض الصناعيين كونها تؤثر على حركة الإنتاج وتعطل التصنيع بالطاقات المتاحة، وخاصة الواقعة في مركز المدينة كمنطقة العرقوب، التي تعاني منشآتها الصغيرة والمتوسطة من انقطاع التيار الكهربائي أكثر من مرة في اليوم بشكل مفاجئ على نحو يلحق ضرراً متفاوتاً بالآلات والإنتاج.
ضرر كبير
واقع انقطاع الكهرباء المتكرر أشار إليه رئيس لجنة منطقة العرقوب الصناعية تسير دركلت، الذي أكد أن الصناعيين في المناطق الصناعية يدفعون سعراً أعلى للكهرباء كون أن هذه المناطق تعد خطوطاً معفية من التقنين جزئياً، فمن المفروض أن تزود المناطق الصناعية بالكهرباء على مدار 12 ساعة يومياً، وقد استمر الوضع على هذه الحال خاصة بعد تحسن الكهرباء في مدينة حلب جراء وضع العنفة الخامسة من المحطة الحرارية في الخدمة، لكن هذا الوضع تغير منذ فترة، حيث أصبح التيار الكهربائي يقطع أكثر من مرة في اليوم بشكل عشوائي، ما يؤثر على حركة الإنتاج والآلات، علماً أن الضرر يشمل كل الصناعات، لكن هناك صناعات قد تتضرر أكثر من غيرها كالصناعات البلاستيكية لكونها تستلزم عملاً متواصلاً بدون انقطاع لحين تصنيع المنتج.
وبين دركلت أن الصناعيين في معظم المناطق الصناعية يعانون من المشكلة ذاتها، علماً أنه تم عرضها في كتاب إلى غرفة صناعة حلب من أجل التواصل مع الجهات المعنية وإيجاد حلول مرضية، إضافة إلى مراجعة مديرية كهرباء حلب، التي أبدت تعاوناً في معالجة شكوى الصناعيين، ووعدت بحلها، وهو ما لم يحصل لكون ذلك مرهون بقرار من الإدارة المركزية في دمشق، وذلك بسبب تحديدها كميات معينة للعاصمة الاقتصادية لا تكفي للمناطق الصناعية والسكنية، إذ تؤدي الكميات القليلة عند زيادة الاستهلاك إلى انقطاع التيار الكهربائي فجأة من دون تحديد ساعات محددة للانقطاع والتقنين.
ولفت دركلت إلى أن منطقة العرقوب الصناعية تضم حالياً 1600 منشأة بين معمل وروش صغيرة ومتوسطة، وهذا الأمر يوجب زيادة الكميات المخصصة لمدينة حلب وخاصة المناطق الصناعية بناء على توجيهات خلال زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى مدينة حلب، وعند ذلك لن تضطر المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء إلى قطع التيار خلال فترة العمل والإنتاج.
حماية ترددية..!
“تشرين” توجهت إلى مديرية الكهرباء في مدينة حلب للاستفسار عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي بشكل عشوائي في المناطق الصناعية والوقوف على حقيقة شكوى الصناعيين، حيث أكد مدير عام الشركة العامة لكهرباء حلب المهندس محمد الحاج عمر أن ذلك يعود إلى الحماية الترددية بغية حماية الشبكة الكهربائية من الضرر ومنع حصول تعتيم عام، وهذا مطبق في جميع المحافظات السورية وليس في مدينة حلب فقط.
ولفت إلى أن الانتهاء من هذه الإشكالية رهن زيادة الكميات الموردة إلى مدينة حلب، بحيث تغطي حاجة المناطق الصناعية، عندها لن تؤدي زيادة الاستهلاك إلى الانقطاع المفاجئ طالما أن الكميات تكفي المناطق السكنية والصناعية.
وأشار الحاج عمر إلى إمكانية تحسن واقع الكهرباء في مدينة حلب وسورية عموماً عند وضع العنفة الأولى في المحطة الحرارية على الشبكة العامة للكهرباء في الخدمة قبل نهاية العام الحالي كما هو متوقع.