مصنع تجفيف البصل الوحيد في سورية جاهز ولكن… حضّرنا المعدات وخذلتنا الكهرباء!!
تشرين- علي شاهر أحمد:
يعتقد المهندس باسل الحموي مدير شركة تجفيف البصل والخضار في السلمية الذي ينتظر مد الشركة بالتيار الكهربائي خلال الفترة القريبة المقبلة، لتقلع بالعمل، بأن التصنيع لن يقتصر على الكميات الموردة إلى الشركة والتي لا تتجاوز ٦٠ طناً وأنه سيعلن عن فتح باب استقبال البصل من المنتجين والموردين غير المتعاقدين مع الشركة وبذلك تزداد كميات البصل المصنعة بالشركة، لكن هل سيقبل المنتجون توريد البصل للشركة بالسعر الذي أعلنته والبالغ ٦٠٠ ليرة للكيلو بالوقت الذي تجاوز فيه سعر كيلو البصل بالسوق المحلية ألف ليرة..؟!
وأكد الحموي أن تجار البصل رفعوا سعر شراء البصل زيادة عن سعر الشراء الذي أعلنته الشركة ووقعوا عقوداً مع المنتجين لشراء إنتاجهم، وهذا أثر على الكميات التي تورد إلى الشركة علماً أنها كانت قد تعاقدت بالموسم الزراعي الحالي على شراء كمية ٢٠٠ طن بينما لم تتجاوز الكميات الموردة إليها حتى الآن ٦٠ طناً، والشركة تعكف حالياً على دراسة أسباب عدم توريد المزارعين للكميات المتعاقد عليها وستتخذ الإجراءات القانونية بحقهم، لافتاً إلى أن كميات البصل المستلمة بالموسم الماضي كانت زهاء ٤٠٠ طن نتج عنها ٥٦ طن بصل مجفف.
ولفت الحموي إلى أن الشركة درست تكلفة إنتاج كيلو البصل والتي بلغت ٤٧٥ ليرة وبناء على ذلك رفعت سعر شراء كيلو البصل من ٤٢٥ ليرة إلى ٦٠٠ ليرة ووفق وسطي مردودية إنتاجية ٢٠٠٠ كيلو بالدونم فإن هامش الربح ٢٥٠ ألف ليرة وقدمت الشركة تسهيلات للمنتجين إذ قدمت سلفة مالية لمن يرغب من المزارعين ووفرت البذار والمازوت لريتين بسعر ٥٠٠ ليرة، ووفرت أكياس النايلون بسعر ٢٠٠ ليرة للكيس والذي يباع بالسوق بسعر ٨٠٠ ليرة وقدمت لهم خدمة نقل الإنتاج من المناطق البعيدة إلى الشركة بسعر ٢٠ ألفاً للطن ويقابلها ٦٠ ألفاً بالقطاع الخاص.
وأشار مدير شركة بصل سلمية إلى أنه يتم التنسيق حالياً بين وزارتي الكهرباء والصناعة لتزويد الشركة بالكهرباء وإعفائها من التقنين لكون مجموعة التوليد الاحتياطية بالشركة معطلة نتيجة العدوان الصهيوني على الشركة علماً أن الشركة مستمرة بإنتاج البرغل وزعتر الطعام والفلافل وتجفيف الملوخية وتغليف البهارات والعديد من المواد بمعدل تنفيذ يفوق الخطة ويحقق أرباحاً للشركة وذلك بهدف توفير المواد المتنوعة للسوق لتحقيق التدخل الإيجابي بالسوق.
وتمنى -والكلام لمدير شركة البصل- أن يتدخل صندوق دعم الإنتاج الزراعي أو هيئة دعم الإنتاج المحلي والصادرات بدعم مزارعي البصل بالمساعدة بتأمين المحروقات ومنح المزارعين مكافأة تسليم إن أمكن لمساعدة الشركة في منافسة تجار القطاع الخاص.
وكشف مزارع البصل إبراهيم محمد أن ثقة مزارعي البصل في شركة تجفيف البصل بالسلمية تزعزعت بالسنوات الأخيرة لأن وعود الشركة لا ينفذ منها إلّا القليل، فالشركة ترفع تقديرات الإنتاج لدى المزارعين المتعاقدين معها إذا ارتفع سعر البصل بالسوق المحلية وتخفض التقديرات إذا انخفض سعره وهذا مثير للانتباه، ومن الممكن أن ترفض الشركة استلام الإنتاج بعد توريده إلى الشركة علماً أن لجان الشركة تكشف على الحقول باستمرار وتقدر كميات الإنتاج ولم تذكر بمحاضر كشوفها أن الإنتاج غير مطابق للمواصفات التي حددتها الشركة وهذا حصل مع أكثر من مزارع قبل أربع سنوات، وتكبد الفلاحون حينها تكاليف نقل الإنتاج وإعادته وتم بيعه بأسعار بخسة على مبدأ البضاعة المحمولة مذلولة..!
وبين المزارع محمد أن تحفيز المزارعين للتعاقد مع الشركة يحتاج دعمَ المزارعين بتقديم الأسمدة والمحروقات لهم بسعر التكلفة التي حددتها الجهات الرسمية لكون دراسة الشركة لتكلفة الإنتاج تتم وفق هذه الأسعار على أن تشمل بنود التعاقد التزام الشركة بتقديم هذه المواد لا أن يبقى أمر الدعم كلاماً بعيد المنال، ولإنصاف المزارعين من الضروري حضور لجان الشركة إلى مناطق الإنتاج بالحقول وتقدير كميات الإنتاج ونسبة تجريمه ويتم استلامه من الحقول ونقله بسيارة الشركة على حساب المزارعين.