المؤثر البصري هو العامل الأبرز في الصنعة السينمائية.. مصطفى البرقاوي: مؤثرات بصرية جديدة عبر فيلم «الهيبة»
حوار: ميسون شباني
مشاهد ممتعة ومبهرة تحبس الأنفاس تجعل المشاهد مشدوهاً ومتسمراً أمام الشاشة، ويبدو المشهد حقيقياً يجعلنا نذهب بأنظارنا تجاه النجم البطل فهو “جبل” ابن الهيبة الذي يقود معركة الثأر ضد خصم مشهود له بالحنكة والذكاء، معارك بدت مصممة بعناية لدرجة لا يميز المتابع لفيلم “الهيبة” أنها خضعت للمؤثرات والخدع البصرية والسينمائية والمعالجة بإتقان مبدع، صاغها ببراعة فنية عالية خبير المؤثرات البصرية والخدع السينمائية مصطفى البرقاوي، فرغم تعدد أماكن التصوير وتنوعها إلّا أنها أغنت العمل الفني عبر العناصر المختلفة في كل مشهد درامي و دفعته لاستحضار مؤثرات جديدة قدمت غنى بصرياً للحدث، وهو ما أكده البرقاوي في حديث لـ«تشرين» بأن هناك بعض المشاهد تم تنفيذها بشكلٍ حقيقي، وهو مشهد انفجار لإحدى السيارات وبعدها تم جمع الممثلين لتصوير لقطة جديدة و الطلب من الممثلين ردود فعل وكأن الانفجار قد حدث، وبعدها تمت الممازجة بين اللقطتين، وتطلب الأمر الاشتغال على الكثير من التفاصيل منها آثار الانفجار على المكان وامتداده إلى اللقطة الثانية، حتى شظايا الانفجار وتحطّم الزجاج تم الاشتغال عليها، علماً أن كل لقطة صورت بزمن مختلف لذا قمنا بإعادة صياغة للمشهد كي نصل إلى المطلوب شرط ألّا تؤثر الإضافة على جودة وواقعية المشهد.
الاشتغال على التفاصيل
عمليات تصوير الفيلم انتقلت من داخل قرية “الهيبة” كعمل درامي إلى تركيا وبلغاريا بعين سينمائية.. وعن آلية الخروج من الحالة التلفزيونية إلى الحالة السينمائية، أشار البرقاوي إلى أن النقلة الكبيرة بين الاشتغال على شاشة الدراما وصولاً لشاشة السينما لم تعد موجودة، فالتفاصيل التي تستخدم على صعيد الكاميرا والملحقات من عدسات وإضاءة هي نفسها التي تم استخدامها لتصوير الفيلم السينمائي، وهذا الشيء لم يكن موجوداً سابقاً بل كان الاعتماد على الشريط الممغنط، فالكاميرا التلفزيونية مختلفة تماماً عن كاميرا الفيلم السينمائي، والآن بات كله تحت قائمة الديجيتال سينما، وبالنسبة لموضوع الفرق الرئيس هو العمل على التفاصيل بتقنية VFX أكثر للقطة، الفرق الرئيس أن شاشة السينما أكبر لذا يجب الاعتناء بالتفاصيل وبالنهايات لكل لقطة.
لكل حالة زمنها
وأضاف: فيما يتعلق بموضوع الزمن فلكل حالة زمنها، بمعنى؛ هناك أنواع من اللقطات تأخذ زمناً قصيراً وهناك لقطات ربما تأخذ أسابيع وقد لا تتجاوز مدتها الثواني، لكونها تعتمد على تقنية (الثري دي) ، والعناصر التي ستضاف مع المادة البصرية تكون عالية ودقيقة ويتم تصميمها كي لا يشعر المشاهد باختلاف المشهد، وأي شيء سيضاف إليه يجب أن يكون من روحه، وهذا تدخل عبره عوامل كثيرة منها عوامل فيزيائية، وسيخضع للشرط البصري للكاميرا بكل تفاصيلها.
وبخصوص شراكته مع المخرج سامر البرقاوي قال إنها شراكة ممتدة لفترة طويلة، ولها ميزات مهمة جداً وأهمها الثقة التي ساعدت على تخديم الرؤية والمؤثر البصري ضمن الدراما و السينما.. وفيما يتعلق بمواكبة تقنيات (السي جي) نوّه البرقاوي بأن هذا النوع من الفنون يحتاج متابعة دائمة لكوننا في حالة سباق مع الزمن، وما يحدث على سبيل التطور التكنولوجي والتقني يجعل المرء بحاجة إلى تحديث معلوماته وتطويرها فهو في مرحلة سباق مع الزمن لأن غيابه مدة معينة يجعله متأخراً لأعوام..
قيد الأمل
وعن مشروعه الخاص ومتى سينفذه يجيب البرقاوي: كل ما مررت فيه عبر اختصاصي من خلال مسلسلات قدمتها أو مشاريع فنية أخرى، كان هناك هاجس نتيجة تراكم المعلومات والخبرات والعلوم والشغف الفني أو حالة تقديم فكرة أود قولها من خلال هذه العلوم، والموضوع يتطلب ظرفاً مناسبا على صعيد الإنتاج والمكان الذي سينفذ فيه لتحقيق مشروع كهذا وهو قيد الأمل بتحقيقه.