ما من مجيب!..

صورة ألفناها منذ زمن، وتعودنا عليها، وتعايشنا معها نحن كمستهلكين إلى أن أصبح الأمر عادة يومية، وهذه الصورة مرسومة في مخيلة الجميع ومحفورة على حجم أسواقنا المحلية، فمن الصعب أن تجدها خالية من الغش وفنون السرقة في معظم السلع المطروحة فيها، وهذه صورة قد اتعبتنا جميعاً (أقصد مستهلكين) وقلة قليلة من العاملين على حراستها ..!
فما يحدث في أسواقنا من تزوير وغش وتدليس واحتيال أبطالها الكثير من التجار والصناعيين امتهنوها واستغلوا ظروف الأزمة، وحاجة الناس في ظل ظروف حرب كونية وحصار اقتصادي ظالم أدى لفقدان الكثير من أساسيات المواطنين وحاجاتهم اليومية، فكانت زمرة ضعاف النفوس من التجار ومن معهم من أقرانهم الصناعيين ومن لفّ معهم من أهل الرقابة وبسطوا أجنحتهم على حاجات الناس واستغلوها لتكديس الثروة وزيادة فرص السرقة ..!
الأمر الذي أوجد حالة من عدم الاستقرار، وثقة مفقودة بسلامة الأسواق، والمنتجات المطروحة بها، سواء كان مصدرها محلياً، أم مستوردة وحتى المهرب منها والذي دخل (بقدرة قادر) إليها ، لدرجة أن الحالة التي يعيشها المواطن مع هذه المعرفة جعلته فاقد الثقة في كل شيء حتى المنتجات الحكومية التي تطرح في الأسواق، فهناك الكثير من شبيهاتها (المقلدة) سواء أكانت منتجات غذائية أم أدوية وهندسية ومنتجات أخرى تفتقد أدنى شروط الصحة والسلامة الغذائية وحتى القليل من الجودة المطلوبة لتظهر بمظهر المنتج الجيد والسلامة المطلوبة لها ولمستهلكيها ..
وبالتالي تأكيد ذلك لا يحتاج كثيراً من التعب، لأن الحالة متوافرة وبسهولة في الأسواق، حيثما التفت تجد الدليل، منتجات مزورة ومغشوشة وغيرها ذلك كثير..!
أمام كل ما ذكر، مجموعة من الأسئلة هي حال لسان كل مواطن يريد أن يأكل ويشرب ويرتدي اللباس بثقة، ولا يطلب أكثر في ظل واقع معيشي صعب على الدولة، والمواطن مدرك له وأبعاده السلبية التي فرضتها ظروف الحرب والحصار، في مقدمة هذه الأسئلة: متى نشعر بالثقة عندما نشتري سلعة من دون أن يخالجنا الشك بجودتها وغير مغشوشة..؟
وهل هناك تفسير صحيح حول أعمال الغش والسرقة والتلاعب بالمواد التي تطرح في الأسواق: كيف صنعت, وطريقة وصولها إلى بائعي المفرق، وبأي الوسائل، وأين جيش الرقابة منها، وهنا لا أقصد أهل (الحماية فقط ..!) بل من هم غافلون عنّا كمستهلكين وعن أسواقنا وحمايتها أيضاً، أسئلة كثيرة مشروعة تعيش في أذهان الجميع حول نظافة أسواقنا وجهازها الرقابي ومن يعاونه في القطاعات الأخرى لتحقيق أمن الوطن والمواطن من عبث النفوس الضعيفة، وأهل الفساد الذين يسعون لثروة كبيرة وعلى حساب الوطن والمواطن، فهل يأتي يوم ونفرح بخلاصنا منهم..؟
Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار