الأجهزة الإلكترونية وباء يفتك بأطفالنا كيف نحميهم؟
تشرين – دينا عبد:
ينشأ الابن في عالم مملوء بوسائل إعلامية مختلفة يمكن الوصول إليها بسهولة؛ وهنا يجد الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى، والميزات، والتطبيقات الجديدة التي يتم تقديمها باستمرار؛ وعلى الرغم من أنه يمكن أن يكون هذا التقدم السريع مثمراً ومفيداً لأجيال المستقبل، إلّا أنه قد يثير القلق أحياناً؛ لذا يجب فهم تأثير وسائل الإعلام في حياة الأطفال قدر الإمكان.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
هل يمكن اليوم منع الطفل من استخدام الهاتف المحمول؟
الاختصاصية التربوية هبه العرنوس قالت: معاناة الأهل مع أطفالهم بموضوع استخدام الموبايل لها قوانين؛ في البداية علينا أن نسأل أنفسنا متى يصبح الهاتف المحمول ضرورة للطفل؟ وكيف ننظم ونراقب استخدامه؟ ومن الضروري التنويه بإيجابياته وسلبياته، فمن أهم ايجابياته تواصل الطفل مع المجتمع وأقربائه وأهله في حال تعرضه لأي مشكلة؛ إضافة إلى أن هناك بعض البرامج التي تساعد على تحسين مهارته مثل تعلم نطق الكلمات؛ تعلم العمليات الحسابية؛ وهناك إيجابيات تساعد الأهل على مشاهدة فيديوهات تعليمية أو تثقيفية لإيصال فكرة معينة، فهي توفر عليهم شرح عدة معلومات؛ ولكن سلبياته قد تفوق إيجابياته، وهي التشتت وقلة التركيز والانتباه، وانعزال الطفل، إذ يبقى وحده مع الموبايل، فلا يتحدث مع أحد من أصدقائه، وتالياً يفقد مهارة التواصل مع الآخرين.
ومع مرور الوقت يبلغ الابن من العمر 10 أو 12 عاماً، وهنا يطلب امتلاك هاتف محمول للتواصل مع الأصدقاء، وربما سيدرك الأهل أنهم بحاجة إلى وسيلة مباشرة للتواصل مع أبنائهم في أي وقت، فالهواتف الذكية والآيباد من مفردات الحياة اليومية لأطفال المدارس والمراهقين في وقتنا الحاضر؛ حيث يحرصون على استخدام مثل الأجهزة الجوالة للاستمتاع بالألعاب، أو تصفح مواقع الويب إلى جانب الاستفادة من وظائف الاتصالات المعتادة؛ ويتعين على الآباء وضع ضوابط معينة للأطفال عند استعمال هذه الأجهزة لضمان الاستفادة منها، وتجنب المخاطر التي قد تنجم عنها.
وعن مراقبة الأهل بيّنت الاستشارية التربوية أن مراقبة الأهل مهمة جداً وحالياً لجأ بعض الأهل إلى مراقبة أجهزة أبنائهم عن طريق ربط جهاز الطفل بجهاز الأب وتحديد مدة المشاهدة؛ إضافة إلى إمكانية ربط جهاز الطفل بجهاز الأم أو الأب، وتحديد نسبة المشاهدة إضافة إلى إمكانية رؤية سجل المشاهدة.
وفي سؤال عن إمكانية منح الطفل جهاز موبايل قالت العرنوس: يجب أن نختبر إمكانية تحمل الابن مسؤولية الجهاز، فالموبايل مثل مفتاح المنزل من الضروري المحافظة عليه، إضافة إلى تعلم الطفل عن طريق الانتقاء أن يميز بين الأشياء السلبية والإيجابية، وإمكانية الاحتفاظ بما هو مفيد من برامج وتطبيقات.