احترافهم السلوي واحترافنا
تشرين-معين الكفيري:
بات واضحاً في زمن الاحتراف أن كرة السلة العالمية أصبحت تجارةً رائجةً وسلعة مطلوبة تجني من خلالها الأندية الرياضية مئات الملايين، ويكتسب الرعاة أموالاً طائلة، مع تحول تلك الأندية إلى شركات تجارية كبيرة، طبقاً لمتطلبات الاحتراف في الأسواق المالية والعالمية للعبة الشعبية الثانية، وسعت الشركات الراعية لملاحقة الأندية الكبرى وذات الشعبية، من أجل الظفر بحقوق الرعاية، ودخلت تلك الشركات في مزايدات مع مثيلاتها لتحظى بسبق الرعاية، نظراً للفوائد الجمة المتحققة من ذلك.
حال سلتنا لا تسرّ أحداً، ولذلك نرى أنديتنا تسعى وراء الرعاة رغم أن المردود المادي إذا ما نجحت في تحقيق الرعاية قليل جداً قياساً للآخرين، في العديد من الدوريات العربية المجاورة، ومرد ذلك إلى الواقع العام لسلتنا التي لم ترتق إلى مستوى الطموحات، إضافة للظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الجائر الذي يتعرض له الوطن، من قوى البغي والعدوان.
الرعاية عادة تحقق فائدة مشتركة بين طرفين، وتكون المنفعة متبادلة، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن:
من يصدق أن كرة السلة اللعبة ذات الشعبية الكبيرة في وسطنا الرياضي، لا تجد سوقاً رائجة في أنديتنا، وأن الرعاة يهربون منها ؟! وكذلك من يصدق أن الملايين التي تدفعها الشركات الراعية للأندية في أوروبا على سبيل المثال، ليست إلا أخباراً وإحصائيات وأرقاماً يعرفها الإداري والمدرب واللاعب في أنديتنا؟! من دون أن نفكر، ونسأل أنفسنا متى نصل إلى هذا المستوى من الاحتراف؟ وما الذي يحدث عندهم، ويستقطب شركات الإعلانات والتسويق ، وغير متوافر عندنا؟!
هل لديهم كرة سلة ونحن لدينا نوع آخر لا يمتّ لها بصلة، أو إنها كرة منقوصة ؟
أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا من دون أن نجد إجابةً، أو ربما نجد إجابة مطاطية لا معنى لها.
ولكن في النهاية، لابد أن نعترف بأن الأندية الرياضية المحلية بعد سنوات من التجربة الاحترافية، أخفقت في صياغة صك الرعاية، وإن نجحت بعض الأندية في جلب الرعاة، لكنه أمر لا يساوي جزءاً من التعاقدات والمصروفات والمعسكرات والمباريات.