بعد ضجيج مشبوه.. صحة حلب تحسم: تراجع حدة الاصابات في حلب.. ومشفيا الأورام وزاهي في الخدمة قريباً
تشرين – رحاب الإبراهيم
مع الأنباء المبشرة عن تراجع حدة وأرقام الإصابات بداء كوليرا في مدينة حلب بعد جهود مثمرة بين جميع الجهات المعنية لإنجاز ذلك، لا تزال جهود كوادر القطاع الصحي تتركز على تطويق هذا المرض وصولاً للخلاص منه بصورة نهائية، لكن في الوقت ذاته تعمل أيضاً على ترميم المشافي المتضررة، التي تعرضت إلى تدمير خلال سنوات الحرب، كمشافي الأطفال وزاهي أزرق والأورام، إضافة إلى التركيز حالياً على فعاليات “الشهر الوردي” للكشف المبكر عن السرطان الذي يحمل شعار “وعيك هو قوتك”.
وللحديث عن جملة هذه القضايا التقت «تشرين» معاون مدير صحة حلب الدكتور مازن الحاج رحمون، الذي أكد أن العمل مستمر على قدم وساق لإعادة تأهيل المشافي والمراكز الصحية التي تضررت خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن مشفيي زاهي أزرق والأطفال لا يزالان قيد الترميم حالياً، لكنْ هناك جهود كبيرة تبذل لإنجاز عمليات الترميم بأسرع وقت، متوقعاً وضع مشفى زاهي أزرق في الخدمة قبل نهاية العام الحالي، أما مشفى الأطفال فقد يحتاج وقتاً أطول بحيث قد يوضع في الخدمة في الربع الأول من العام القادم.
وعن ترميم مشفى الأورام، الذي أقر مجلس الوزراء خلال فترة الماضية استكمال بنائه بعد رصد اعتماد لتمويل عمليات الترميم وذلك ضمن مجموعة من المشاريع الحيوية الخدمية والتنموية بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، شدد رحمون على بذل جهود مكثفة من أعلى المستويات من أجل وضع المشفى في الخدمة قريباً، علماً أن مديرية الصحة على تواصل دائم مع وزارة الصحة لتسريع عملية الإقلاع واستكمال التجهيز بما فيه تأمين جهاز “المسرع الخطي”.
ولفت رحمون إلى أنه عند وضع هذه المشافي في الخدمة تكون جميع مشافي حلب قد رممت بالكامل، فكما هو معروف أن مشفى العيون وضع في الخدمة منذ فترة، مشيراً إلى أن بعض المراكز الصحية في الريف والمدينة لا تزال بحاجة إلى إعادة ترميم وتأهيل، علماً أنه يوجد حالياً 68 مركزاً قيد العمل، إضافة إلى 9 مراكز تخصصية.
وعن توافر أدوية الأورام والأمراض المزمنة، أكد معاون مدير الصحة توافر جميع الأدوية وتقديمها مجاناً للمواطنين رغم تكلفتها العالية، فالدولة لا تزال تدعم القطاع الصحي وتعمل على تأمين هذه الأدوية رغم كل الظروف الصعبة، لكن بالمقابل يصعب تجاهل تأثير الحصار الغاشم على تأمين بعض أنواع الأدوية، ما يؤثر في تأخر وصولها في الوقت المحدد، لكن فور توافرها يزود المرضى بها، و بالعموم جميع الأدوية متوافرة بما فيها الأدوية المخصصة لمواجهة داء كوليرا، التي أمّنت كميات كبيرة منها بدعم من وزارة الصحة، وكذلك أدوية القلب والسكر والأورام.
وأشار رحمون إلى أن مديرية صحة حلب، تتابع بصورة مستمرة موضوع الكشف المبكر عن السرطان عبر تنظيم حملات مستمرة بهذا الخصوص، لافتاً إلى إطلاق فعاليات (الشهر الوردي) للكشف المبكر عن السرطان، حيث يُولى اهتمامٌ كبيٌر في الوقت الحالي لهذه الحملة مع نشر التوعية بين السيدات لأهمية الكشف المبكر عن حالتهن الصحية لكون الكشف المبكر يعد الطريق الأسلم للعلاج والشفاء، مشيراً إلى توافر 6 مراكز في مدينة حلب تتوزع في “مركز صحة الثدي ومشفى التوليد والحمدانية الصحي ومشفى ابن رشد ومشفى الشرطة ومشفى حلب الجامعي”، و بإمكان أي سيدة التوجه إلى هذه المراكز لإجراء الفحص اللازم للثدي والاطمئنان على وضعها الصحي، إضافة إلى عيادات متنقلة في الريف البعيد من أجل هذا الهدف الضروري، لافتاً إلى أن هذه الخدمة مجانية علماً أن الحملة تحظى بدعم كبير من مديرية صحة حلب وكل الجهات المعنية في المدينة، وما على السيدات سوى التوجه إلى هذه المراكز والكشف عن وضعهن للاطمئنان والمبادرة إلى العلاج في حال اكتشاف المرض مبكراً.
وأشار رحمون إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه القطاع الصحي تتمثل في نقص الكوادر الطبية ووسائل النقل، وهذا أمر يترك بصماته السلبية على هذا القطاع المهم، علماً أن الحكومة تولي القطاع الصحي وكوادره اهتماماً كبيراً عبر تقديم حوافز وتعويضات للتشجيع على العمل.
وفيما يخص وباء كوليرا أكد أن الوضع تحت السيطرة، حيث شهدت الأيام الماضية تراجعاً في نسبة الإصابات وذلك بفضل التعاون المثمر بين جميع الجهات المعنية وبدعم من مديرية الصحة ومحافظة حلب.