في حضرة تشرين
في حضرة السادس من تشرين، لا يمكنك الصمت، أو حتى الكتابة بحيادية، ستكون مطعوناً بانتمائك إذا عقدت مقاربة من هذا القبيل ..
نحن نتحدث عن حدث وعيناه، في سن السادسة، شاهدنا طائرات العدو، وهي تهوي، وخزانات الوقود وهي ترمى كي تتمكن الطائرات من زيادة سرعتها.. لم نكن على الجبهة، لكن البلد كلها، جبهة متراصة.. الرجال يناوبون في قراهم ومدنهم، يمتشقون سلاحاً تشيكياً.
والمعامل تهدر آلاتها بالإنتاج، المزارعون في حقولهم، والمدارس تغني نشيد الوطن والصمود..
نتذكر اليوم، في حضرة المشهد بكثير من العزة تلك الملحمة..
نستذكر، كي نعيد، وسنعيد حتماً طالما أننا مازلنا على العهد..
هل يمكننا الحديث عن الذكرى، في عامها التاسع والأربعين؟ هل نمتلك حدّ البلاغة، المتخم بسجع الطمأنينة؟ بالتأكيد الإجابة نعم، وأي حديث آخر مساوق للكفر، لأنّه يحجب معنى الانتصار .
في السادس من تشرين سار الأباة ليدشنوا صفحة عزّ مُهرَت بدماء طهورة.
كان من الطبيعي أن تخلق سورية
الحدث، الانتصار، بكفاحها وصمودها ومصداقيتها.
من يعرف هذا تسهل عليه القراءة، وتفسير ما حصل لاحقاً، لا يريدون لسورية أن تبقى بجيشها وقوتها وموقفها، جاء ربيع “ليفي “كحلقة تخريب.
سورية أذكى من أن تُستغبى، فهي عرفت القصة والمقصد …
بعد عشرية النار و المقاومة، هي تدرك الفصل النوعي بين اللتيا والتي، كل ما يحدث اليوم هي عناوين انتصارٍ مدوٍّ. كانوا يتمنون لسورية السقوط فشمخت، كانوا يريدون لها الهزيمة فانتصرت،لم يفلحوا ولن يفلحوا، كل شيء كان واضحاً، حتى الحقد ظهر بجلاء، والاصطفاف جرى بالعلالي، والأرشيف بات مكتظاً بكل أنواع وصور العدوان.
تحية إلى أبطال تشرين، الذين مرغوا جباه العدو، المجد لشهداء تشرين، والمجد أيضاً لكل شهداء هذا الوطن، فنحن نعيش على ما صنعوا لنا، وعهدنا أن نمضي على الطريق..