صداقة الأطفال في مراحل مبكرة ضرورة اجتماعية
تشرين – دينا عبد:
يبدو من الصعب على الطفل تكوين الصداقات خاصة في المرحلة الأولى وهي (دخوله إلى المدرسة)، فبعد أن كان معتاداً على بيئة مصغرة وأشخاص اعتاد على رؤيتهم كالأب والأم والإخوة وبعض الأقارب؛ دخل الآن في مرحلة جديدة بالرغم من صعوبتها في البداية، إلا أنه سيعتاد عليها، وهي تكوين الصداقات مع رفاق يشاركونه في النشاطات الصفية وفي تناول الطعام حتى لا يمضي الوقت وحده.
كيف نساعد الطفل على تكوين الصداقات، وما المهارات التي يمكن للأهل تعزيزها بداخله؟
زبيدة السمان موجهة رياض الأطفال ومدربة في المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة، بينت أن وجود الصديق عند كل فرد يخفض حوالي ٢٥% من أمراض الجهاز المناعي، هذا ما أثبتته الدراسات، حيث يعد تكوين الصداقات بالنسبة للأطفال جزءا حيويا وأساسيا في نموه وتطوره النفسي والاجتماعي والأخلاقي والعاطفي، فالكفاءة الاجتماعية والثقة بالنفس ترتبطان ارتباطاً إيجابياً بوجود أصدقاء في حياة الطفل منذ الصغر، لأن ذلك يكسبه العديد من المهارات الاجتماعية كالتعاون- التواصل – القدرة على المحاورة والجدال- وإثراء المفردات لديه والقدرة على التحكم في العواطف، واحترام مشاعر الآخرين، والقدرة على التفاوض وتحليل المواقف، وكيفية التعامل معها في حالة الخلافات التي تنشأ بينه وبين أصدقائه.
وأظهرت الأبحاث أن الطفل الذي لا صداقات لديه يمكن أن يعاني من صعوبات عقلية وعاطفية.
وتضيف: تبدأ مرحلة تكوين الصداقة لدى الطفل منذ دخوله الروضة ، حيث يكتشف عالما مختلفاً عن عالمه في المنزل وسلوكيات مختلفة عن سلوكياته.
هنا يبدأ بتقليد تلك السلوكيات والتصرفات من باب التودد لمن حوله بالتصرف مثله ويكتسبها من باب التقليد وليس التأثير ؛ يلعب ويمرح معهم ويختلف معهم ؛ لذلك نرى أن للصداقة أهمية وفوائد كبيرة يجنيها الطفل في حياته منذ نعومة أظفاره؛ ويأتي بعد ذلك دور الأهل ممن لديهم علاقات اجتماعية واسعة ومنفتحة على المجتمع، فمن واجبهم تشجيع طفلهم على الاندماج مع الأقران الآخرين خارج إطار المنزل ممن هم في عمره، سواء أبناء الجيران أو رفاق المدرسة أو الحي أو النادي، لذلك يجب تشجيعه على الصداقة، وتوفير البيئة المناسبة له، فمن خلال الصداقة يتعلم المشاركة، حيث يشاركهم في ممتلكاته الخاصة، من ألعاب وطعام فينمو بداخله حب العطاء والخير، ويميز بين الأشياء الجيدة والسيئة وتتكون الخطوات الأولى في شخصيته المستقلة.
كما أنه من الضروري على الأهل حماية الطفل من الإصابة بالانطوائية وتعزيز صحته النفسية وذلك بتشجيعه على تكوين الصداقات، خوفاً من الشعور بالوحدة أو الاكتئاب أو الخوف، ويجب أن يشعر بالاهتمام والحنان داخل بيته، حتى لا يفقد ثقته بنفسه وبمن حوله، فتتطور شخصيته وتزداد علاقاته الاجتماعية في المدرسة، ويصبح قريباً من معلميه يتحدث معهم ويجادلهم من دون خوف.