جفاء بين دوائنا الوطني والأطباء…بين ضعف الثقة وقلّة الاهتمام ومزاجية الطبيب «المريض» يدفع فاتورة قاصمة؟!!!
تشرين- آلاء هشام عقدة:
يعتمد أغلبية الأطباء في اللاذقية على وصف الفيتامينات الأجنبية للمرضى الذين يراجعونهم في عياداتهم أو في المشافي، الأمر الذي يزيد من ثقل فاتورة العلاج على المرضى، للارتفاع الكبير في أسعار الفيتامينات الأجنبية، مقارنة بمثيلاتها من الصناعة الوطنية، فعدا عن أجرة المعاينة التي تبدأ بعشرة آلاف ليرة، وثمن الأدوية الأساسية لعلاج الحالة المرضية، يتم وصف فيتامينات أجنبية داعمة ومنشطة لبعض الحالات كمتمم للعلاج!.
استفهام ؟؟؟
توجه الأطباء لوصف الفيتامينات الأجنبية يشكل إشارات استفهام كثيرة لدى المرضى حيال فعالية الدواء الوطني بشكل عام وليس الفيتامينات فقط، إذ قال عدد من المرضى، الذين وصف لهم أطباء فيتامينات أجنبية، لـ”تشرين”: هل الدواء الوطني ليس له فعالية حتى يتم وصف الدواء الأجنبي، وما هي تداعيات وصف أنواع معينة من الفيتامينات الأجنبية على الرغم من عدم توافرها في الكثير من الأحيان وارتفاع سعرها بالرغم من توفر البدائل وطنية المنشأ؟ هل هو قلة ثقة في المنتج الوطني للفيتامينات بشكل خاص؟ أم ماذا؟.
أحد المرضى قال: تم وصف دواء “سالمون” وهو أوميغا ٣ وسعره حالياً حوالي ٣٠ ألفاً، بينما الأجنبي من فترة شهرين كان سعره ٥٠ ألفاً، مضيفاً: عندما تفاجأت بالسعر طلبت من الصيدلي أن يعطيني فيتاميناً مماثلاً وطنياً، وذلك بعد أن اتصلت بالطبيب ووافق على إمكانية استبدال الفيتامين الأجنبي بالوطني، وتابع: أعلم أنه من الممكن أن تكون المادة الفعالة بالمنتج الأجنبي أفضل لكن سعره مرتفع ولا يمكنني شراؤه بشكل شهري مع بقية الأدوية.
“الإفرنجي برنجي”
من جهتها، قالت صيدلانية في مدينة اللاذقية لـ”تشرين”: أغلب الوصفات التي تأتي إلينا هي لوصفات تعتمد على الفيتامينات الأجنبية.. أعتقد أن الأطباء يلجؤون لوصف المنتج الأجنبي لاعتقادهم أنه أكثر فعالية من الوطني، مشيرة إلى أن أسعار معظم الفيتامينات الوطنية تبدأ بحوالي ١٠ آلاف بينما أسعار الفيتامينات الأجنبية تزيد على ٢٠ ألف ليرة، مؤكدة أنه توجد شركات متنوعة وأنواع كثيرة للفيتامينات الوطنية.
بدوره، قال الدكتور محمود شبار نقيب صيادلة اللاذقية لـ”تشرين”: بعض الأطباء لديهم قناعة بأصناف معينة من الفيتامينات والمتممات الغذائية المستوردة كفيتامين د، والسنتو، الأوميغا، فيتامين c، منها يأتي بشكل مستورد نظامي ومنها مهرّب، وبعض الأطباء يرغبون بوصف المنتج المستورد ويفضلونه باعتبار مصدره من شركات أمريكية وكندية، مؤكداً أن وصف الطبيب لهذه المنتجات هو مجرد ميل ورغبة من الطبيب، مشيراً إلى أن هناك شريحة من الأطباء تنصح بالمنتج الوطني وأخرى تنصح بمثيله الأجنبي وهذا لا يعني أن المنتج الوطني غير موثوق بل على العكس هو موثوق وآمن ويصفه الأطباء بشكل كبير أيضاً وأسعاره أرخص بحوالي مرتين من المنتج الأجنبي .
وأضاف شبار: أغلبية الفيتامينات سواء الأجنبية أو الوطنية متوافرة لكن هناك قلة في بعض الأصناف المستوردة نتيجة إجراءات تخليص الشحنة وتحليلها وطرحها في الأسواق، حتى يتم التوصية على الدفعة الثانية، وتابع: في هذا الوقت يحدث خلل فمن الممكن أن ينقطع المنتج في السوق قبل أن يتم التوصية على دفعة جديدة بسبب الحصار الغاشم، وصعوبة الاستيراد، والتمويل، ما يتسبب بحدوث بعض التأخر الذي لا يتجاوز مدة شهر.