كثيرة هي التعريفات الأكاديمية لكل من مصطلح النجاح والاقتصاد ، إلّا أن أبسط تلك التعريفات تقول:
إن النجاح، هو تحقيق أحلامك واستغلالك الأمثل لطاقاتك.. فيما الاقتصاد كان: المجال الاجتماعي الذي يركز على الممارسات والتغيرات المادية المرتبطة بإنتاج موارد محدودة واستعمالها وإدارتها..
يبدو أن بطلي من حي البحصة القريب من سوق الكمبيوترات والإلكترونيات في الشام، لم يعرف بعلم السيكولوجيا والمال أبعد من تعريفي البسيط لعلم الاقتصاد والنجاح، حيث امتهن الجلوس على بسطة خردة يبيع فيها قطع غيار كمبيوتر، وكل ما يلزم شبكات التوصيل والموبايل.. بشكل ظريف منسقة ومرتبة ومفروشة على الرصيف بسعر موحد وأرخص بكثير من أسعار المحلات..وصاحب البسطة يعرف قانون المال والدعاية، وشد الزبون بلغة التجار والقطعة التي تباع من بسطته مكفولة، وهو جاهز لإرجاع النقود في حال أظهرت نتائج فحصها في محل الصيانة الذي في الجوار أنها غير صالحة للاستعمال.. والزبون متوفر وبكثرة بسبب (العرض) المغري إذا ما قيس بغلاء أسعار الإلكترونيات، و(طلب) أصحاب الحاجة من طلاب معترين وعشاق ومراهقين يلزمهم الكمبيوتر والموبايل لسرد غرامياتهم على صفحات الفيسبوك والواتس آب..
والقطعة بعد الفحص ودفع أجرة رمزية لا تتجاوز الـ٢٥٠٠ ليرة، أكيد ستكون معطلة، وصاحب البسطة العفيف سيرد ثمن الشراء حسب الاتفاق..!!
والنتيجة الربحية ستكون محققة، لكل من صاحب البسطة ومحل الصيانة بعد تقاسمهما الغلة آخر النهار، والزبون أيضاً سيكون له نصيب ربحي (وهمي) بعلم الاقتصاد، ألا وهو “الرضا” عن عملية تجارية دفع ثمن عدم خيبته باقتناء سلعة معطلة من على بسطة بحي البحصة..في وضح النهار.. وما بين بساطة حادثة، محورها زبون وتاجران، تحركت عجلة السوق وأفرزت- رغم سلبيات التعاطي وإشغال رصيف مجاني- حالة تدوير بطالة والأهم من كل ذلك إشباع رغبة المواطن بالرضا رغم عدم قدرته دخول عالم الاستهلاك.
بدهيات اقتصادية (علواه) لو أن المهتمين بالشأن الاقتصادي والتنمية البشرية قاموا باستثمارها ولحظ (حالة) الرضا الوهمي بكل مخرجاتهم وقراراتهم الاقتصادية والتنموية حتى لو دفعنا ثمنها من دون استثمار أو استهلاك.
وصال سلوم
71 المشاركات