كارثة بيئية مرتقبة في «دير عطية»… مكبّ القمامة سيرة على كل لسان؟!
تشرين- علام العبد:
يضم مكب نفايات “دير عطية”، آلاف الأطنان من النفايات الخطرة المخزنة، وعلى مدى سنوات تعرض المكب – وفق ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي- لعدد من الحرائق، وعدّ بيئيون أن تلك المنطقة مقبلة على “كارثة بيئية حقيقية” في حال استمر الوضع على ما هو عليه من خلال إضرام النيران في ذاك المكب، وعدم إيجاد حلول ناجعة لمعالجة تلك النفايات.
وفي التفاصيل، إن عدداً من أهالي مدينة دير عطية والقرى والبلدات المجاورة شكوا من ارتفاع سحب دخان وانبعاث روائح كريهة تبين أن مصدرها مكب قمامة دير عطية .
وروى مواطنون لـ«تشرين» أن انبعاث الدخان من المكب بات يقض مضاجعهم وينشر التلوث في المنطقة وعمليات الطمر والردم التي يقوم بها متعهد المكب كلها لم تفلح أبداً، وقال محاسب مجلس مدينة دير عطية عبد الرحيم زرزور: إن أربع سيارات ضاغطة ترفد المكب بـ 10 أطنان يومياً وعزا سبب اشتعال المكب الذي يتجاوز عمره الــ 20 عاماً بانعكاس أشعة الشمس على قطع الزجاج الموجودة ضمن القمامة الأمر الذي يؤدي إلى اشتعال النيران وخاصة في فصل الصيف عندما تكون أشعة الشمس شديدة الحرارة، وأضاف: لقد تم توجيه إنذار إلى متعهد المكب لمعالجة الأضرار الناتجة عن المكب.
بدوره محمود حسن مدير مكتب الخدمات في مجلس مدينة دير عطية أشار إلى أهمية وضرورة معالجة الوضع البيئي في مكب مدينة دير عطية الذي يبعد عن المدينة ما يقارب 3كم، مؤكداً أن القضايا البيئية في منطقة القلمون يجب أن تأخذ الاهتمام الذي تستحقه حيث يعدّ مكب القمامة وانبعاث الدخان منه مصدر تلوث للمنطقة ككل.
وحول المخاطر الصحية التي يتعرض لها المواطنون نتيجة عدم معالجة النفايات بالطرق الصحيحة، أوضح رئيس المنطقة الصحية في النبك الدكتور محمد زرزور أن “من تداعيات استنشاق المواد الخطرة التعرض إلى آلام شديدة في الحلق، وصعوبة التنفس، والغثيان أو القيء”. ودعا زرزور إلى ضرورة مراعاة صحة وسلامة المواطنين عند إنشاء مواقع النفايات الخطرة، بحيث لا تكون قريبة من المناطق السكنية، خصوصاً تلك التي تحوي موادَّ سريعة الاشتعال.
وأكد زرزور التزام المنطقة الصحية بالتعاون مع مجلس مدينة دير عطية بدورهما التوعوي تجاه موضوع النفايات بشكل عام، من خلال النشاط الصحي والبيئي، حيث يتم حث أفراد المجتمع على كيفية التعامل مع هذه النفايات، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية، وتوزيع الأكياس الخاصة بجمع الكمامات وغيرها من الأماكن التي يرتادها أعداد كبيرة من المواطنين.
ويقول مدير متحف دير عطية محمد معاد أحد سكان المنطقة القريبة من المكب: “المكب يتعرض باستمرار إلى حرائق ينتج عنها دخان من المواد (السامة) التي تسبب لنا الأمراض”، عازياً ذلك إلى “الطريقة الخاطئة في التخلص من النفايات”. وقال: إن النفايات لا تتم معالجتها، وتتعرض طويلاً لأشعة الشمس قبل التخلص منها، الأمر الذي يتسبب في اشتعالها”.
وطالب مواطنون مجلس مدينة دير عطية بالإسراع بنقل المكب أو معالجة النفايات فيه، تلافياً لانعكاساتها السلبية على صحتهم، بعدما تحولت إلى مصدر للروائح الكريهة ومرتع لمختلف أنواع الحشرات والقطط والكلاب الشاردة والقوارض وانبعاث الدخان.
وقالوا: ألا يكفي المواطنين في منطقة دير عطية معاناتهم من انقطاع التيار الكهربائي والأحوال المعيشية والاقتصادية المزرية ليأتيهم دخان مكب النفايات بسبب عدم إيجاد حلول ناجعة لمعالجة هذه المشكلة في أوانها، كأنه كتب على هذا المواطن ألّا تنتهي أزماته في هذه المدينة وتلك إلى ما لا نهاية.