مشروع واعد بتحسين معيشة صغار المزارعين.. «زراعة اللاذقية» تكشف عن مشروع الزراعة المتجددة وتدعو الجميع للتفاؤل
تشرين- يوسف علي:
تعكف مديرية زراعة اللاذقية حالياً على تنفيذ مشروع يتوقع أن تكون نتائجه إيجابية تحت عنوان “الزراعة المتجددة”، وذلك في إطار ما يصفه القائمون على المشروع بالسعي للاكتفاء الذاتي والتكيّف مع التغيرات المناخية و تحسين صحة المنتج وسلامة المجتمع المستهلك،
وشرح مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا في تصريحه لـ”تشرين”، مجمل فكرة المشروع، لافتاً إلى أن هذه الزراعة النوعية، تتضمن مجموعة من المبادئ والممارسات الزراعية، التي تشكل مواصفات ومزايا الزراعة المتجددة التي تقود إلى زيادة التنوع الحيوي، وزيادة خصوبة وغنى التربة، وتحسين حالة المساقط المائية، وتعزيز خدمات الأنظمة البيئية التي تهدف إلى رفع محتوى الكربون في التربة، وفي الكتلة الحيوية ما يساعد على التخفيف من آثار تراكمه في الجو، بالإضافة لزيادة المحصول، والصمود والتكيف مع التغيرات المناخية و تحسين صحة المنتج وسلامة المجتمع المستهلك.
بدورها، بيّنت الدكتورة غيداء بركات رئيس دائرة الزراعة العضوية في مديرية الزراعة أن الزراعة التجددية تطورت بعد عقود طويلة من البحث العلمي التطبيقي من ممارسة الزراعة العضوية والبيئية والحراجية، بالإضافة للإدارة المتكاملة، مشيرة إلى أن مبادئ الزراعة التجددية تعتمد على الاكتفاء الذاتي من خلال النظام الغذائي الذي يعد الأساس الذي يسعى نظام الزراعة المكثفة لتحقيقه لتأمين المتطلبات الغذائية لأصحاب الحيازات الصغيرة وأسرهم.
كما أشارت إلى ضرورة خصوبة التربة عن طريق زراعة الأنواع النباتية الثنائية الغرض مثل الشعير ، الذرة لأنها تؤمن المتطلبات الغذائية للإنسان ، وتستخدم مخلفاتها في صناعة الكمبوست الذي يزيد من خصوبة التربة في المزرعة الصغيرة الأمر الذي يحقق مفهوم الاستدامة، كما يسد الاحتياجات الغذائية وبيع الفائض من الإنتاج في الزراعة المكثفة بيولوجياً لتلبية الاحتياجات الغذائية أولاً ثم بيع الفائض ثانياً.
وحسب بركات يعدّ تحقيق الاكتفاء الذاتي أولاً هو المقياس الرئيس، الأمر الذي يخالف توجه الزراعة النمطية التي يتم التركيز فيها على بيع كل الإنتاج لتحقيق زيادة الدخل، لافتة أيضاً إلى اعتماد فكرة إعادة تدوير المخلفات لزيادة الإنتاج وبالتالي خصوبة التربة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الإنتاج، واستخدام الحد الأدنى من الوقود الأحفوري في إدارة المزارع و تقليل استهلاك الوقود في المزارع الصغيرة بالاعتماد على الطاقة الشمسية، ما يناسب الواقع السوري الحالي ويدعم المزارع في ظل التحديات القائمة في صعوبة الحصول على مصادر الطاقة والوقود.
وأوضحت بركات أن أهداف الزراعة التجددية هي دعم سبل العيش لصغار المزارعين، تخفيض تكاليف الإنتاج وتحسين نوعيته، تأسيس قنوات تسويق مع ضمان سعر عادل، استعادة الثقة بالهوية الريفية، مبينة أن المشروع تضمن مراحل عدة حيث حقق نجاحاً ويمكن إسقاطه على الواقع السوري حيث تمت زراعة ما يقارب 15 دونماً من الخضار المتنوعة في الـ 22 مزرعة المستهدفة في أربع مناطق بالمحافظة، مشيرة إلى أنه يتم حالياً وضع خطة ترويجية وتسويقية بالتعاون بين مديرية الزراعة والـ UNDP لإيصال منتجات المشروع النظيفة ذات الجودة العالية للمستهلك والعمل على التعريف بالزراعة التجددية ونشر مبادئها وآلية تطبيق ممارساتها لأكبر عدد ممكن من الفنيين والمزارعين والمستهلكين.