أثر الصدمة النفسية على الأطفال بعد الكوارث
تشرين – دينا عبد:
الكوارث هي أحداث مزعجة تسبب الإجهاد والإرهاق للإنسان، سواء كان راشداً أم طفلاً، وتؤثر في صحته العقلية والجسدية والعاطفية، فالأطفال هم من الفئات الذين يعانون بشكل مضاعف، لأن استيعاب حدود الصدمة بالنسبة لهم قد يفوق مداركهم العقلية..
اختصاصية الصحة النفسية د.غنى نجاتي بيّنت أن الكارثة قد تكون طبيعية مثل الزلازل والفيضانات والموت الطبيعي (قريب أو عزيز)، وقد تكون بفعل الإنسان مثل الحروب والقتل والخطف والتعذيب.
ويمر الطفل بعد الصدمة بثلاث مراحل: المرحلة الأولى : الشعور بالخوف والذهول والقلق والحزن، وتستمر هذه المرحلة من أسابيع إلى بضعة أشهر أحياناً، وذلك باختلاف طريقة التعبير عند الطفل ومدى وجود مصادر داعمة تعطيه الشعور بالأمان والتقبل والتفهم.
أما المرحلة الثانية فهي مرحلة إفراط الطفل بالتعلق بالمحيطين به؛ فنجد الطفل في هذه المرحلة يخاف الابتعاد عن والديه (مع العلم أنه قبل الصدمة الكارثية كان لا يمانع الابتعاد عنهم لبعض الوقت) وهذا السلوك ينعكس على الطفل بالرغبة بالعزلة، وفقدان المتعة بالنشاطات والهوايات التي كان يمارسها.
والمرحلة الثالثة والأخيرة هي مرحلة تجاوز الصدمة وتقبلها وتتسم بإعادة الطفل لترتيب وتقييم أولوياته الحياتية.
ومن الأعراض النفسية المرافقة للصدمة الكارثية عند الأطفال؛ النكوص( العودة للمراحل النمائية السابقة ) وكذلك اضطراب في النوم والأكل؛ ومن الضروري زيارة معالج نفسي ليتم تقييم وضع الصحة النفسية الحالية للطفل، وتقدير الحاجة لتدخل علاجي مناسب، وخصوصاً إن استمرت هذه الأعراض أكثر من ستة أشهر، ويجب على الأهل في هذه الحالة عدم تعريض أطفالهم لهذه الصدمات قدر الإمكان ومحاولة تركهم بعيدين عنها، ومحاولة تسليتهم بألعاب ترفيهية تتواءم مع أعمارهم وطبيعة المرحلة التي يمرون بها.
وفي حال تعرضوا لهذه الصدمات من دون قصد علينا إفهامهم بأنها مشكلة مؤقتة وستزول ولن تتكرر أبداً.