نقص الأسمدة يهدد مساحة المحاصيل الاستراتيجية بالتراجع في سهل الغاب
تشرين – علي شاهر أحمد:
تسبب ارتفاع أسعار الأسمدة الآزوتية وعدم توافرها بالكميات الكافية بتحول الكثير من الفلاحين عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشوندر والتوجه إلى زراعة المحاصيل الأقل تكلفة وأقل احتياجاً للأسمدة الآزوتية كالشعير والجلبان والفستق.. وهذا له منعكسات مؤثرة على تنفيذ خطة زراعة المحاصيل الاستراتيجية في محافظة حماة.
وأكد المزارع صالح سليمان من جمعية حير المسيل التعاونية الفلاحية أن كميات الأسمدة المخصصة للمحاصيل الاستراتيجية (قمح – شوندر) غير كافية ويضطر الفلاحون لاستكمال احتياجاتهم من الأسمدة الآزوتية من السوق السوداء بأسعار تصل إلى ثلاثة أضعاف سعرها بالمصارف الزراعية حيث وصل سعر كيس اليوريا بالموسم الحالي إلى ٢٢٥ ألف ليرة بينما كان سعره بالمصرف الزراعي لا يتجاوز الـ٨٠ ألف ليرة.
وأشار سليمان إلى أن مخصصات دونم الشوندر السكري ٢٠ كيلو يوريا بينما الحد الأدنى لاحتياجه الفعلي ٥٠ كيلو واحتياج دونم القمح ٥٠ كيلو يوريا بينما يخصص بكمية ٢٤ كيلو، ولجوء الفلاحين إلى السوق السوداء لتأمين احتياجهم من الأسمدة الأزوتية مكّن التجار من احتكار الأسمدة ورفع سعرها إلى درجة تفوق قدرة الفلاحين على شرائها.
وقال المهندس وفيق زروف مدير الثروة النباتية بالهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب: إن رفع سعر الأسمدة الآزوتية دفع الفلاحين لزراعة محاصيل مردوديتها الإنتاجية جيدة وتحتاج كميات قليلة من الأسمدة وفي مقدمة هذه المحاصيل الشعير والجلبان والفستق السوداني حيث زادت مساحات الشعير بالطرف الشرقي لمنطقة الاستقرار الأولى شرق قلعة المضيق وزادت مساحات الفستق السوداني التي بلغت بالموسم الحالي ٣٤٣٣ هكتاراً.
وكشف رئيس الرابطة الفلاحية بالغاب محسن ماجد أن كميات الأسمدة الآزوتية التي تخصص للمحاصيل الاستراتيجية (قمح – شوندر – قطن) غير كافية لتحقيق مردودية إنتاجية جيدة، فمحصول الجلبان الذي لا يحتاج أي أسمدة آزوتية مردوديته المادية باتت أفضل من مردودية القمح، وهذا يدفع الفلاحين للتوسع بزراعته على حساب مساحات القمح وسيكون لهذا منعكسات مؤثرة على مساحات المحاصيل الاستراتيجية.
ولفت ماجد إلى أن كميات الأسمدة المتوفرة في مستودعات المصرف الزراعي للموسم القادم غير كافية وسيتم تخصيصها لمحصول القمح وهذا ما سمعناه من السيد وزير الزراعة في زيارته الأخيرة لمنطقة الغاب، ولذلك من الضروري العمل على وجه السرعة لاستيراد الأسمدة لإنقاذ الموسم القادم قبل أن نصل إلى مرحلة تهدد الفلاحين بالخسارة بسبب نقص الأسمدة.