معرض محمد الركوعي..  الاستثنائية في الرؤى الجمالية

رنا بغدان 

معرض استثنائي، الافتتاح والاختتام، والحضور يليق بإبداعات الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد الركوعي شهده المنتدى الاجتماعي على أنغام وكلمات الأغاني والأهازيج الشعبية الفلسطينية والقدود الحلبية التي قدمتها فرقتان فلسطينيتان بقيادة رزان المقدسي ويوسف العاص، اللتان جعلتا عين المتلقي وأذنه تعيشان توأمة الحب والحنين من خلال خمس وثلاثين لوحة بحث فيها الفنان كيفية تقديم الجمال اللافت والجاذب في لوحاته التي ترك فيها لخيال المتلقي اختيار عناوينها كيفما شاء.. لوحات استخدم فيها تقنيات متعددة مثل ألوان الإكريليك ومواد مختلفة على القماش ضمن قياسات متنوعة جمعت بين الرموز والبيوت والأشجار والخطوط والألوان والأزياء الشعبية الفلسطينية التي تلف المرأة الحاضرة في أغلب اللوحات إن لم نقل جميعها تقريباً.. وقد جمعت أعماله ونهلت من السريالية والواقعية والخيال والتكعيبية ومن تجربته الخاصة التي تمكّنت من تلك الأساليب والوسائل ليُقدم منتجاً فنياً متكاملاً له بصمة مميزة تطبع مدرسة فنية خاصة به يحاول من خلالها إيصال رسائله المتعلقة بفنه الذي يجسد ويحكي قضية وأحلام كل فلسطيني بالعودة والانتصار.

هو معرض تميز عن غيره بجوّ الألفة والمحبة، الذي سيطر على زواره الذين اكتظت بهم صالة المنتدى فجلسوا يصيخون السمع إلى كل كلمة مغناة، كما يمعنون النظر في كل ضربة ريشة تصور حكاية حب وعشق وتفانٍ للوطن الساكن في حنايا القلب وتلافيف الذاكرة..

معرض عكس تجربة راقية تؤكد في كل مرة, رغم غزارة الإنتاج, تطوّرها الدائم الذي يقدّم في حلّة تناسب عمق الرؤية ونمو الإحساس بمنتج يليق تقديمه بأبهى وأميز حلّة لتعكس تجربته الوطنية في الأسر وأيضا تجربته الحياتية والفنية فيصفه “الركوعي” بقوله “يكفي أني ساهمت في إعطاء وقت وفرصة لمشاهدة الأعمال ضمن لحظات فرح, فحتى نصل للناس علينا أن نقدم شيئاً وأشياء.. وقد أسعدني حضور الجمهور من كل فئات المجتمع لأن كل علاقاتي هي مع الناس البسطاء وقد تربيت في بيت أهلي على العطاء قبل الأخذ بقدر ما أستطيع.. وبالتالي فما إقامة معارضي إلا بهدف تقديم تجربتي ونشر فنّي بين الناس وعرض أعمالي على الجمهور بهدف إيصال رسائلي إلى الناس بأنّ هذا هو فني الذي يتكلم عنّي ويحكي قضيتي وأحلامي”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار