“الإعلام والثقافة جناحا وطن” .. الصحافة السورية زمن الحرب
تشرين- ميسون شباني:
رؤية شفافة وأدوات بناءة وقوية قادرة على الوصول والتأثير في الآخر والإلمام بالثقافة المجتمعية والتخصصية والتركيز على دور المرأة زمن الحرب، كانت العناوين الأبرز في الملتقى الحواري الذي أقيم في المركز الثقافي العربي – أبو رمانة و حمل عنوان: “الإعلام والثقافة جناحا وطن “، وأتت هذه الندوة بدعوة من فريق “بصمات” واستضافت خلاله الإعلامية رائدة وقاف، وأدار الحوار كل من الدكتورة الشاعرة قتادة الزبيدي ود.ياسر قضماني.
بدأت الندوة بالتعريف بمسيرة الإعلامية رائدة وقاف وأهم المحطات والمناصب التي تبوأتها، وطرحت عدة محاور عن الإعلام في المجتمع ودور المرأة السورية في مجال الصحافة ،والتحديات التي تواجهها أمام تحقيق طموحاتها، وكيفية تحقيق التوازن بين نجاحها الإعلامي والأسري والدور المهم الذي لعبته الدراما السورية وأثرها في المجتمع.
قضايا المرأة السورية
استهلّت الإعلامية رائدة وقاف حديثها عن مكانة الإعلامي في المجتمع، وإلى أي حد هو معني بالمحتوى الذي يقدمه، والدور العميق الذي يؤديه في خدمة الرسالة الإعلامية، وتوجهت د. الزبيدي بتساؤلات للإعلامية رائدة عن قضايا المرأة من موقعها كنائب لرئيس مركز الجندر العالمي وعن تجربة المرأة العاملة عالمياً والسورية خصوصاً وهل عكست من خلال مكانتها فيه ما تعانيه المرأة السورية؟ وهل عكسوا وجه المرأة السورية عالمياً؟ وأهمية ما قدمته المرأة الصحفية خلال سنوات الحرب، وأجابت وقاف إنهم حاولوا إيجاد مشتركات معينة لطروحات وهموم المرأة العاملة السورية من دون إغفال فكرة أن هموم المرأة واحدة في أي مكان في العالم، ونوّهت بكيفية استهداف الصحفيات في ظروف محفوفة المخاطر ولم تقدم لهن الظروف للحصول على السلامة المهنية، والشهداء الذين ضحوا في سبيل الرسالة الإعلامية نتيجة الاستهداف الإر*ه*ابي الممنهج لهم، وما عاناه البعض منهم من آثار الحرب.
ونوّهت وقاف بالإجراءات التي تمت لمناصرة قضية الصحفي المختطف محمد الصغير من قبل ق*س*د ،عندما أعلن إضرابه عن الطعام وكيف حصلوا على إدانة بالإجماع من مجلس الجندر العالمي على ممارسات الإر*ه*اب ضد العاملين في الحقل الإعلامي، وشددت على ضرورة أن يعمل الصحفي في ظروف آمنة وألّا يكون عرضة للاستهداف من قبل الإر*ه*اب..
الإعلامي والناس
وبخصوص كيفية وصول الإعلام إلى الجهات المعنية والعوامل التي تقرّب الإعلامي من الناس؟ أشارت وقاف إلى أن المحور الأساس الذي يتركز عليه العمل الإعلامي في سورية هو التواصل مع المجتمع والمواطن وقضاياه، فجوهر العلاقة بين الإعلام والثقافة هو التواصل أي على الإعلامي أن يكون معنياً بقضايا مجتمعه، ويمتلك نوعاً من المعرفة والثقافة، إضافة إلى الإحساس بالمسؤولية التي تمنع الإعلامي من التهور والإدلاء برأيه من دون الأخذ بالحسبان القوانين والأسس التي نصّ عليها ميثاق الشرف الإعلامي، ونوّهت بدور المذيع الإعلامي وآلية تفكيره وأسلوب تعامله مع المادة الإعلامية وضرورة أن يكون هو البوابة التي تحصن المادة بعمق وثقافة وشفافية بحيث تتناسب مع ما يعانيه المواطن في المجتمع وتكون لديه النظرة الاستراتيجية في التعامل مع القضايا الحساسة .
المجتمع الأهلي ودور فاعل
وشددّت وقاف على دور المجتمع الأهلي كجزء أساسي من المجتمع، فهو يحرّكه ويبدع في كل الاتجاهات ويساعده على التعبير والمشاركة في المشهد الثقافي والمعرفي، ويغني المشهد الإعلامي لأنه لا يمكن الوصول إلى الناس وتعميمه إلّا عبر الإعلام وينعكس عبره نحو المجتمع من دون إغفال الرأي الناقد، كي تكون الرسالة متوازنة وهي مهمة الإعلام أن يحمل رسائل من كل الوسائل المجتمعية ويتلقى الردود النقدية تجاهها، وهذا كفيل بأن يعطي مشهداً غنياً سواء للإعلام أم للمجتمع السوري، ويعطي توازناً للآراء.
الدراما و التعليم الوجداني
ونوّهت وقاف بالدور الذي لعبته الدراما في المجتمع كعنصر فاعل ومؤثر في العلاقات المجتمعية، وتطرقت إلى مضمون العمل الفني و أهمية ألّا يحوي أموراً تخّل بالمجتمع وهو أمر يتحمله الإعلام إن حدث ذلك من كون أن له الدور الأكبر في نشر وتعميم العمل الفني ومحتواه، وهو ما يبرر الحاجة إلى التعليم الوجداني لأنه يكرس الأخلاقيات وهو جوهر الرسالة الإعلامية لكون المنبر الإعلامي لا يختار مشاهديه بل المشاهد يختار على هواه ولا يمكن التحكم بالفضاء الافتراضي في ظل التطور التكنولوجي، فالحل الوحيد هو السباق في التأثير على المتلقي واستصدار قوانين محلية تتعلق باستخدام الانترنت. واختتمت الندوة بمداخلة من الإعلامية القديرة ماريا ديب التي أكدت أهمية استبدال الأعمال المصدرة من الغرب ببرامج ثقافية هادفة للتعريف بالحضارة السورية وتراثها العريق ونقلها إلى الأجيال القادمة.