سورية لا تبني مواقفها على أقوال.. قبلان لـ«تشرين»: عودة الثقة مع أنقرة مرتبطة بالأفعال
تشرين:
السفير السوري السابق في تركيا الدكتور نضال قبلان أكد أن مسألة عودة العلاقات بين سورية وتركيا ، مرتبطة بشكل أساسي بأفعال النظام التركي على الأرض ، و بوجود ضامن قوي مثل روسيا أو إيران أو الأمم المتحدة لأي تعهدات من جانب نظام أردوغان ، مشيراً إلى الدور الأساس الذي لعبته كلٌّ من روسيا وإيران، خلال قمتي سوتشي وطهران الأخيرتين، واللتين كان لهما دور مهم ساهم في تحول الموقف التركي.
وقال السفير قبلان في تصريح خاص لـ«تشرين»: لا يمكننا الوثوق بسياسات نظام أردوغان ، أو بتصريح هنا ومقال هناك، لقد خبرناه جيداً. و أضاف : من خلال متابعتنا ومعرفتنا بطريقة تعاطي القيادة السورية مع الملفات المختلفة ، فهي لا تبني مواقفها بناء على تصريحات، بقدر ما تبنيها بناء على أفعال ، على الأرض.. عندها فقط ، يمكن أن نقول هناك صفحة جديدة قد فتحت.
قبلان إذ يعدّ أن من مصلحة سورية و تركيا تكمن في طي هذه الصفحة، يردف بقوله :” سورية قدمت أثماناً باهظة من جراء التورط التركي ، والممارسات العدوانية في الحرب الإر*ها*بية على سورية، لذلك لا يمكن أن تفعل ذلك مجاناً، ولا بدّ أن يكون الثمن بحجم الأذى والخراب والدمار الذي أحدثته تركيا أردوغان في سورية وبحق شعبها.
وشدد السفير السوري: تركيا كانت رأس الحربة في المؤامرة على سورية والحرب الإر*ها*بية عليها، ولا تزال تحتل جزءاً من الأراضي السورية وشاركت حتى اللحظة في نهب ثروات سورية ولا ننسى مصانع حلب ومدينة الشيخ نجار والنفط السوري في الشمال والشمال الشرقي.
ويؤكد قبلان أن على تركيا أن تتوقف أولاً عن دعم التنظيمات الإر*ها*بية، وأن تساعد في عودة إدلب كاملة بما في ذلك معبر باب الهوى وكامل المحافظة إلى سيطرة الدولة السورية، وكذلك طريق «إم 4» الذي يربط اللاذقية بحلب والشمال والشمال الشرقي، وأن تقوم بسحب قواتها من الأراضي السورية وحل ميليشياتها هناك، وأن تساعد من خلال علاقاتها مع الدول الغربية ولكونها عضواً في حلف الناتو في رفع العقوبات عن سورية.
وبتوسع أكبر حول التحولات الأخيرة في المقاربة التركية للعلاقات مع سورية، يرى قبلان أنها جاءت أيضاً على خلفية تكوُّن قناعة لدى أجهزة الاستخبارات التركية – أعربت عنها غير مرة – مفادها أن الدولة الأهم ، إن لم تكن الوحيدة ، التي يمكن أن تساعد تركيا في ضبط الحدود هي سورية. هذه القناعة تجسدت في اللقاءات العسكرية والأمنية المنتظمة بين البلدين قبل الحرب الإر*ها*بية على سورية عام 2011.
ولم يغفل قبلان العامل الداخلي والاقتصادي في التحول التركي، فيقول: “من المعروف والمعلوم أن تركيا مأزومة اقتصادياً وسياسياً وهذا الوضع يقف إلى حدٍّ كبير وراء تصريحات القيادة التركية الأخيرة حول التقارب مع دمشق. هناك تضخم كبير، الاستثمارات اضمحلت، الأسعار ترتفع بشكل كبير مقابل التدهور المستمر في قيمة الليرة التركية، بالتالي من مصلحة تركيا أن تعيد تموضعها وأن تعيد فتح بوابتها التي تحدث عنها أحمد داود أوغلو في كتابه «العمق الإستراتيجي» بأن سورية هي الرئة التي تتنفس منها تركيا نحو العالم العربي.. ولكل ذلك ربما نكون فعلاً على أعتاب مقاربة جديدة، “لكن السفير لا يذهب إلى حدود بعيدة في التوقع ويترك الباب مفتوحاً لرؤية الأفعال أولاً ، ويقول:” يجب ألّا نبالغ في التفاؤل وألّا نكون متشائمين كذلك، علينا أن نكون واقعيين وننتظر الأفعال”.
وعن مصير المجموعات الإر*ها*بية في حال وصل مسار التحول التركي إلى اتفاق بين سورية وتركيا، قال قبلان: إما أن يتم ترحيل الإر*ها*بيين الأجانب إلى بلادهم (بمساعدة راعيهم التركي) واستيعاب سورية للتائبين منهم خصوصاً من لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين… وإما الحل العسكري وسحق هذه الجماعات في إدلب وغيرها، خصوصاً أن بعض هذه التنظيمات ترفض أصلاً الحل السياسي بأي شكل من الأشكال، ولا يوجد في عقيدتها المتطرفة أي تفكير بالحل السياسي، وبالتالي فهي لن تلقي السلاح.. عندئذ يجب القضاء عليها عسكرياً.