ارتفاع أسعار السلع والخدمات، كنت أعتقد أن تداعياتها ستبقى محصورة بجيب الزبون الذي يدعى (مواطن) له ماله وعليه ما عليه من التزامات نحو أسرته ومونة مطبخه ومواصلات أولاده ووظيفته، وحقيبة وقرطاسية آخر العنقود، ومصروف الابن البكر المحروس من العين الذي سيدرس بمشيئة الأقدار، والدروس الخصوصية وحظوظه بمركز امتحاني مفتوح للخاص والعموم هندسة أو حقوقاً…
لكن في ظل الانفتاح الخبري بفعل الأثير الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تصير للعنوان الخدمي مخرجات كوميدية تسند خاطر المواطن المأزوم، وتحرّض أساتذة علم الاجتماع لدراسة دخيلة على علومهم الأكاديمية، وتستفز قريحة الشعراء والأدباء بطروحات شعرية هزلية تبتسم بوجه الأسى والهموم بدل النوح وذرف الدموع.
محرك البحث “غوغل” يمكن أن يكون محلَّ خردة و”أنتيكا” معلومة، أو سابقاً سؤالك العصري بأجوبة خارج نطاق المعلوم، ويمكن أن يكون مصدرَ تسلية بعنوان ساخر يخبّئ بين علامات ترقيمه هموماً وشجوناً..
وعلى سبيل المثال لا الحصر الإلكتروني خبر يقول:
مطعم يرفع أسعار الوجبات بين ليلة وضحى سعر التصريف، لتكون النتيجة عموداً بجانبه يحمل إعلاناً مزركشاً وإمضاء لمطعم مكتوباً فيه: ” لو كان بيحبك ما كان زود عليك، كمل ٥٠٠ متر ح تلاقي لي بيحبك عن جد”.
ما بين سرعة البدهية الاقتصادية لشد الزبون، وتحصيل ربح معقول، وما بين الوجع الآني المؤطر بارتفاع أسعار وفواتير ورسوم، يمكن أن يكون للحب ومفرداته وقع أثر يضفي على المادة الخبرية واقتصاد الجيب نكهةً وسكينةً وسلاماً داخلياً يحتاجه المواطن بأتعس الظروف..
حالة، يمكن استثمارها لتصير وسيلة يستفيد منها معلم الصف وهو يلقن طلابه الدروس مع ابتسامة، ومدير المؤسسة وهو يطبق القانون الوظيفي بما تيسر له من مراعاة لظروف الغياب والتأخير المبرر بسبب قلة المواصلات وغلاء البنزين والمازوت، ويمكن أيضاً أن تكون ملهمة للصحفي وقلمه يحذف مابين السطور كل مفردة تقسم ظهر قارئها ويستبدلها بصورة بيانية بحلم مأمول..
ولعلها تصل للسادة المعنيين ولكل مسؤول، فكرة الخروج عن المألوف واستصدار قرارات تنافسية حالها حال اللوحة الإعلانية تؤكد أنهم يحبون المواطن (عن جد) وعن سابق قرارات وإصرار مسؤول.
وصال سلوم
71 المشاركات