آمر صرف عنيد في الأسرة السورية.. المرأة محرك السوق.. والتجار اكتشفوا اللغز
تشرين – بارعة جمعة
نصف نساء العالم يرغبن بشراء ما يحتجن وما لا حاجة لهن به، لمجرد قضاء وقت فراغ أو الهروب من ضغوطات الحياة اليومية، كما يستغرب بعضهن أثناء الخروج مع أزواجهن للسوق تحول الرجال لأشخاص عصبيين، وكثيراً ما ينتهي التسوق بمشكلة… محطات متنوعة من سلوكيات الحياة الاجتماعية فرضت على مجريات الواقع المعيشي احتياجات عدة، كان أبرزها وأكثرها جدلاً التسوق لدى المرأة ومن ثم انصراف السوق لتلبية احتياجاتها بالكامل، لتغدو المحرك الأساس له ولعائلتها.
ذوق خاص
فكما درجت العادة وكما اعتاد أغلبية الرجال الانصياع لرؤية الزوجة بوصفها أكثر دقةً وانتباهاً وتركيزاً في التفاصيل، كانت الوجهة الوحيدة لدى أغلبية الأسر لاعتماد مبدأ استشارتها بكل ما يتعلق بمتطلبات الحياة اليومية، فما اعتادت عليه “سعاد المصري” وهي موظفة بات أمراً مفروضاً على أفراد أسرتها ابتداءً بما تعتمده من أطعمة لهم وانتهاءً باختيار الملابس المناسبة لكل فرد من عائلتها، والمبرر الوحيد هو الثقة العمياء من قبلهم بما تقدمه لهم واعتيادهم نمطاً محدداً وفق وجهة نظرها الخاصة بكل فرد، قياساً بعمره واحتياجاته المختلفة.
إلّا أن ما كان معروفاً سابقاً عن صعوبة دخول المرأة عالم البيع والشراء والمنافسة على سعر أفضل، بات اليوم أمراً بسيطاً ومن صلب سلوكيات التسوق لدى “هناء أحمد”، التي اعتادت اصطحاب صديقاتها في أوقات الفراغ والتجول في أسواق “دمشق” لرصد أسعارها واختيار الأنسب من حيث الجودة والنوعية، فالمرأة تمتلك خاصية التجوال والمتابعة المستمرة لحركة البيع والشراء أكثر من الرجل برأي هناء، لاعتماد الرجل مبدأ الحصول على دخل مناسب كأبرز أهدافه، ليبقى للمرأة مهمة توفير احتياجات الأسرة وفق نظرتها وسياستها الخاصة.
كثرة الطلب
تتسع رقعة الهوس بالتسوق والشراء بين النساء أكثر من الرجال، ما يجعلهن أكثر حباً لمتابعة عالم الأزياء والموضة والانصراف للبحث عن الأفضل من مقتنيات الرجال والأطفال، إلّا أن ما يعشنه من حالة تردد وحب الاطلاع، فرضت على الأسواق إرضاء رغباتهن بكل ما يلزم، فباتت أغلبية المحال التجارية تلجأ لعرض المنتجات الخاصة بها، كالألبسة والمكياجات والعطور والأكسسوارات وغيرها، في حين بقيت خيارات بقية أفراد الأسرة أقل توجهاً من البائعين والذي يبرره كثرة الطلب من النسوة لأشياء مختلفة ومتدرجة الأهمية حسب رواية عصام دالي صاحب أحد المحال التجارية، فالمغامرة اليوم باتت مكلفة والتوجه ضمن السوق حسب الطلب، والذي بات يلبي حاجة المرأة أولاً بوصفها الأكثر حباً وحاجة للتسوق.
كما تبرز أهمية اختيار المنتج القابل للعرض والتسويق أمام المناسبات التي تصادف السوق كل فترة، والتي لم تعد أكثر اهتماماً بالرجل، فالحصول على متطلباته أمر مفروغ منه، ولا يحتاج الكثير من الوقوف عنده، لاعتماده مبدأ القناعة أكثر من المرأة حسب توصيف “علي الشربجي” صاحب أحد المولات في سوق الحمرا، عدا عن إقبال الأسرة برمتها للتسوق في مواسم الأعياد فقط، لتبقى احتياجات المرأة أكثر استمرارية على مدار العام.
أكثر خبرة
وأمام ما تمثله المرأة في يومنا هذا من عصب للحياة الاجتماعية والاقتصادية، والتي غدت خلالها الأم والمربية والمعلمة والمديرة ووو…. الحاضرة في كل الميادين، بات من الطبيعي امتلاكها زمام المبادرة والسعي لما يناسب أفراد عائلتها، وهنا تحولت المرأة من شخص ينتظر الدعم إلى شخص مبادر بكل ما تستطيع تقديمه وبكل الإمكانات حسب توصيف الباحثة الاجتماعية والمختصة بالعلاج النفسي الدكتورة “هدى قصار”، فالتسويق والترويج والإعلانات عبر مواقع السوشيال ميديا هي الأكثر تحفيزاً لها والتي شكلت هاجساً لدى السيدات، لنجد الأكثرية منهن تصحو لرؤية كل ما هو جديد بعالم التسوق ومن ثم التسابق لإحضاره والتباهي به أمام صديقاتهن، ولو كلف الأمر تحميل الزوج أعباء إضافية إرضاء للمظاهر الخادعة برأي قصار.
وهنا يمكننا القول إن المرأة باتت قدوة أسرتها، الأمر الذي يحمّلها المزيد من الوعي والانتباه أكثر لما يجب الإقدام عليه، والبعد عن كون هذا الأمر بات نوعاً من الهوس لديها ويدفع بها لمصاريف إضافية غير مبررة بغرض الترفيه أيضاً، عدا عن التخفيضات التي تعد فرصة ثمينة للكثير من السيدات للتوفير، وتوجهت الدكتورة قصار للنساء مطالبة إياهن بالحذر والانتباه في مسألة مراعاة ميزانية العائلة والالتفات لما ينفع العائلة بأكملها بدلاً من الانصراف لتلبية رغباتهن الخاصة.