آخر ما حُرِّر.. عطش طرطوس!!

آخر ما حُرِّر.. أن محافظة طرطوس عطشى!!.. طرطوس التي تعوم على مئات الينابيع الطبيعية العذبة وأهمها نبع الشماميس والدلبة والحصان.. ومئات الآبار الارتوازية المغذية للمدن والأرياف هي عطشى!!
صرفت الدولة على مشاريع المياه ومؤسسة المياه عشرات المليارات عندما كان المليار (يحكي) وعندما كانت العقود توقع ويتم تسليم الموقع ويعطى أمر المباشرة في جلسة شاي مدتها عشر دقائق.. منذ عام ٢٠٠٧ تقريباً بدأنا في «تشرين» نؤشر إلى الخلل الذي كان يلبس هذه المؤسسة من(قحفة) رأسها حتى أخمص قدميها.. ولم يتدخل أحد لإنقاذ جرد العنازة و القدموس على سبيل المثال من العطش، علماً أن نبع السن المغذي لمحافظتي طرطوس واللاذقية لا يبعد عن العنازة أو القدموس سوى كيلومترات قليلة.. ليس الآن وقت العتب.. المطلوب الآن أن تدور المحركات لتنضح المياه وترفعها إلى خزانات القرى العطشى وهي بالجملة..
لا يوجد كهرباء ولا مازوت، بهذه البساطة يخيم العطش!! تزويد الأفران بالمازوت أكثر من ضرورة دونه الجوع، وتزويد المشافي بالمازوت أيضاً، أكثر من ضرورة ودونه الموت، والعطش أيضاً يحتاج إلى عين رؤوفة تحسن اتخاذ القرار..
من المؤكد أنه لا يمكن إيصال الخطوط الساخنة إلى جميع مشاريع المياه، لكن يمكن إيصال هذه الكهرباء إلى الكثير من المشاريع الملحة التي تغذي تجمعات سكانية كبيرة بالمياه .. فلماذا التقصير بذلك، ولماذا تعطى الأولوية إلى المشاريع السياحية.. يقولون إن كلَّ ما يعطى للخطوط الساخنة (السياحية والصناعية) هي ٥ ميغا .. كما يدّعون!! لماذا لا تحول هذه الكمية إلى مشاريع مياه الشرب .. إذا تم ذلك فيمكن تزويد المشاريع والآبار الأخرى بالحد الأدنى من المازوت، الذي يوفر الحد الأدنى من ضخ المياه إلى القرى والمدن العطشى.. فنحافظ على الحد الأدنى من توفر المياه..
لا تعطى الخطوط الساخنة إلّا بموافقة وزارة الكهرباء التي تعرف (البير وغطاه).. ولأن الوزارة تعرف الأولويات يجب الموافقة على إيصال الخطوط الساخنة إلى هذه المشاريع علماً أن تكلفة إيصالها على عاتق مؤسسة المياه ، ولأن العطش مثل الفقر والجوع والغراب.. أي وجهه أسود، يجب (تبييض) وجه وصفحة المؤسسات المعنية بهذا الشأن حتى لو لم يرض العاملون في السياحة والصناعة!!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار