أرهقها «الحر» وأنهكها ارتفاع التكاليف.. البندورة وأخواتها.. خضار الصيف «المظلومة»

تشرين- عمار الصبح:
تنفس مزارعو الخضر الصيفية في محافظة درعا الصعداء أخيراً مع انتهاء موجة الحر التي مرت ثقيلة بأيامها العشرة، بعد أن ألقت بظلالها على أرزاقهم على نحو أثار المخاوف من تأثيراتها التي اضطرتهم إلى تفادي أضرارها بزيادة عدد مرات السقاية اليومية لإنقاذ المحاصيل وهو الأمر الذي ضاعف من فاتورة المحروقات اللازمة للري وخصوصاً بالنسبة للآبار التي مازالت تعمل على المولدات.
وبالرغم من عدم وجود إحصاءات أو أرقام عن حجم هذه التأثيرات، إلّا أن ثمة مزارعين يتحدثون عن أضرار مباشرة لحقت بالمحاصيل نتيجة موجة الحر بسبب اليباس، وأخرى يمكن تصنيفها في خانة الخسائر المادية التي ترتبت عليهم نتيجة الإجراءات التي اتخذوها للوقاية.
رفعت الرمان أحد مزارعي الخضار في منطقة الصنمين يتحدث لـ«تشرين» كيف أن محصول البندورة الذي يعد الأهم، كان الأكثر تأثراً بارتفاع الحرارة التي تجاوزت معدلاتها بنحو ثماني درجات مئوية، وخصوصاً تلك المزروعة باكراً حيث ظهرت عليها آثار الحر الزائد والإجهاد الحراري من خلال يباس المجموع الخضري، ونضوج الثمار سريعاً ودفعة واحدة، وهذا ما فرض عليه وعلى غيره من المزارعين الاستنفار طوال أيام الحر الطويلة واتخاذ تدابير احترازية عاجلة تمثلت بزيادة عدد مرات السقاية للتخفيف من آثار الحرارة المرتفعة لوقاية المحصول من الجفاف والتلف، مع ما يعنيه ذلك – حسب قوله- من تكبد مزيد من الخسائر الناجمة عن تشغيل مولدات الديزل التي تعمل على المازوت.
وأضاف المزارع: تحتاج المولودة الواحدة إلى ما يقارب 10 ليترات مازوت في الساعة الواحدة، ولضمان رطوبة دائمة للمحصول يحتاج الأمر إلى 8 ساعات ري يومياً أي 80 ليتر مازوت، تقارب قيمتها بسعر مازوت «السوداء» 500 ألف ليرة يومياً يضاف إلى ذلك استخدام مبيدات خاصة لمكافحة الحشرات التي تكثر مع ارتفاع درجات الحرارة.
بدوره أشار مزارع آخر إلى تأثر محصول الباذنجان بارتفاع الحرارة، فالعطش الشديد حسب قوله هو العدو اللدود للمحصول، حيث يزيد من مرارة الثمار وخصوصاً تلك التي تستخدم لمؤونة “المكدوس” وهو ما أدى بالتالي إلى عزوف كثيرين عن شرائه وانخفاض أسعاره في السوق حيث وصل سعر الكيلو في بعض المناطق إلى ما دون 500 ليرة.
ويطالب مزارعو الخضار بزيادة مخصصات المازوت الزراعي بما يتناسب مع الزيادة في تكاليف الري خلال موجة الحر، علماً أن ما يستلمونه من مخصصات – على حدّ قولهم_ لا تكفي سوى لسد حاجة بسيطة من التكاليف الحقيقية.
بدوره أوضح مدير زراعة محافظة درعا المهندس بسام الحشيش أن المديرية تعمل على تزويد المزارعين بالمازوت الزراعي حسب المتاح وحسب الكميات الواردة للمحافظة، لافتاً إلى أنه جرت خلال الاجتماع الأخير للجنة المحروقات الفرعية المطالبة بتحويل قسم من طلبات النقل لصالح طلبات الزراعة لإنهاء الخطة الزراعية قبل منتصف شهر أيلول الحالي والبدء بالخطة الجديدة لزراعة الخضار الشتوية.
من جهته بيّن رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في المديرية المهندس محمد الشحادات أنه من خلال التواصل مع الوحدات الإرشادية والكشف الحسي على المحاصيل، تبين أن موجة الحر الأخيرة طالت محاصيل الخضار عموماً، وبشكل أخص البندورة والباذنجان والفليفلة، لكن هذا التأثير لم يتسبب بيباس النبات بشكل كامل وإنما بإصابة الثمار بما يسمى ضربة الشمس التي تركت بقعاً داكنة على ثمار البندورة والباذنجان ما خفض من قيمتها السوقية وأسعارها في الأسواق، مشيراً إلى ما بذله المزارعون من جهود وتكاليف للوقاية، عبر زيادة عدد الرّيات لترطيب المزروعات والحيلولة دون إجهاد النبات أو وصوله إلى الجفاف التام.
وحسب أرقام مديرية الزراعة تبلغ المساحة المزروعة بالبندورة خلال الموسم الحالي 3020 هكتاراً، فيما تجاوزت المساحات المزروعة بالبطاطا الـ 2000 هكتار، والباذنجان بمساحة تقدر بـ 370 هكتاراً، والفليفلة على مساحة مزروعة بلغت 250 هكتاراً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار