الدور المشترك للمدرسة والأسرة في علاج التأخر الدراسي عند التلاميذ
تشرين – دينا عبد:
يشكو الكثير من الأولياء من حالة التأخر الدراسي التي يعانيها أبناؤهم غير مدركين الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر وكيفية علاجها؛ فقد يلجأ البعض إلى الأساليب غير التربوية كالعقاب البدني، سعياً منهم لحث أبنائهم على الاجتهاد، ولاشك في أن هذه الأساليب لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة جيدة، بل تعطي نتائج سلبية لذلك.
فمن وجهة نظر بتول المعاون(معلمة): مشكلة التأخر الدراسي تربوية اجتماعية يعانيها التلاميذ، ويتعب منها الأهل في المنزل، وهي من أهم المشكلات التي تشغل المهتمين بالتربية والتعليم؛ وبحسب دراسة فإن( 20 تلميذاً من بين كل 100 تلميذ) يعانون من هذه المشكلة، فمن أهم سمات وخصائص المتأخرين دراسياً نقص الذكاء، فقد يكون أقل من المتوسط؛ وعدم القدرة على التركيز والانتباه، وضعف الذاكرة واضطراب الفهم والقدرة المحدودة على التفكير.
واستخدام الرموز أو أحياناً الفشل في الانتقال المنظم من فكرة إلى أخرى.
المرشدة التربوية والنفسية صبا حميشة شرحت أسباب التأخر الدراسي وقالت: منها ما يتعلق بالتلميذ، وأخرى تتعلق بالمدرسة أو المنزل، بالإضافة إلي وجود أسباب أخرى مساعدة لهذه المشكلة.
فالأسباب التي تتعلق بالتلميذ ربما تكون عقلية، كضعف الذكاء العام الذي يعدّ من أقوى الأسباب في التأخر الدراسي.
أو قد تكون جسمية كاضطرابات النمو الجسمي، وضعف البنية والصحة العامة، والأمراض الطفيلية المزمنة، واضطرابات إفرازات الغدد، والعاهات الجسمية كقصر البصر بالإضافة إلى حالات الاضطراب التي تصيب اللسان وأجهزة الكلام والنطق، ما يسبب صعوبة في الحديث مع الآخرين، وهناك الأسباب التي تتعلق بالمدرسة من أهمها: سوء توزيع التلاميذ في الصفوف وعدم الانتظام في الدراسة، وذلك بتكرار الغياب والتأخر.
إضافة لكثرة تنقلات المعلمين وعدم استقرارهم، وعدم إدراك الفروق الفردية بين التلاميذ.
الأسباب التي تتعلق بالمنزل: المستوى الاقتصادي الذي يلعب دوراً خطيراً في عملية التأخر الدراسي أو عدمه.. والمستوي الثقافي كأن يكون الطفل مثلاً في بيئة قد لا تهتم بالتعليم، مع عدم توافر الجو المناسب له عند المذاكرة.
كل هذه الأسباب مجتمعة تسبب القلق والاضطرابات للتلميذ، ما يؤثر على حياته، ويكون نتيجة ذلك تأخره الدراسي.
أما دور المدرسة فيتجلى في التغلب على مشكلة التأخر الدراسي وذلك عن طريق الاهتمام بالفروق الفردية، والتقليل من عدد التلاميذ في الصفوف مع زيادة عدد المعلمين وحذف المواد الدراسية التي لا تتناسب مع عقول الصغار وتصوراتهم.
مع ضرورة الاهتمام بالنواحي الاجتماعية وحل ما يواجه التلاميذ الذين يعانون من التأخر الدراسي من مشكلات مع الاهتمام بالنواحي الصحية للتلاميذ، وإجراء فحوص دورية لهم.