رحيل بطل من أبطال ملحمة تحرير مرصد جبل الشيخ ورفع العلم… قائد مجموعة الاقتحام
تشرين:
توفي صباح اليوم العميد محمد الخير، بطل من أبطال ملحمة تحرير مرصد جبل الشيخ، وقائد مجموعة اقتحام المرصد خلال حرب تشرين التحريرية، وكان برتبة رائد مظلي، وهو أول من اقتحم المرصد، وأنزل علم العدو .
نال الخير وسام 6 تشرين عام 1974، بالإضافة إلى وسام الشجاعة، كما نال وسام الاستحقاق السوري عام 1980.
في معركة جبل الشيخ استطاعت قواتنا الباسلة أن تحطم الغرور والادعاء الإسرائيلي، وفيها تمكنت من احتلال قلعة منيعة من قلاع العدو، الذي صورته الدعاية الصهيونية أنه قوة لا تقهر. ففي هذه المعركة تم تدمير الوحدات المعادية في مرصد جبل الشيخ، كما تم أسر عدد من الإسرائيليين بأقل وسائط ممكنة في تاريخ الحروب.
في ظهر يوم 6 تشرين الأول، ابتدأت المعركة من أجل احتلال المرصد المعادي، بعد بدء التمهيد الناري. حيث تقدمت الموجة الأولى من الوحدات الخاصة باتجاه المرصد المعادي، قد كان من المقرر أن يتم اقتحامه على شكل موجات متلاحقة، وتتكون كل موجة من مجموعة من المقاتلين يتقدمهم ضابط. أما مجموعة الحماية فقد تمركزت مسبقاً في المنطقة الغربية منه، ومهمتها تدمير أية قوات معادية تتقدم باتجاه المرصد.
وعند وصول الموجة الأولى إلى المرصد، اندفعت نحو المدخل الخارجي، وتمكنت من تدمير الرشاش 12,7 مم، الذي فتح نيراناً غزيرة عليها.
وقد أُصيب قائد الموجة الأولى الملازم أول جاسم الصالح برشقة في صدره فسقط جريحاً أمام مسند الرشاش المعادي ثم سقط جريح ثانٍ، وثالث. حينئذ تولى النقيب محمد الخير الذي كان يشرف على التقدم قيادة المجموعة الأولى.
وبعد نجاح عملية اقتحام المرصد، التي لم تستغرق سوى نصف ساعة، تحركت مجموعة التطهير، وقامت بتطهير سراديب المرصد. وقد تمكنت من أسر عدد من الإسرائيليين
كان صمود الوحدات الخاصة وحماستهم مفاجأة تامة للعدو، الذي سرعان ما لجأ إلى الفرار من أرض المعركة، بعد أن خلف عشرات القتلى وراءه. إلاّ أن المقاتلين من مغاوير الوحدات الخاصة كانوا للعدو المنسحب بالمرصاد. وقد تمكنت سرية مغاوير، كانت تهاجم في منطقة مجدل شمس على مجنبة الفرقة السابعة من تدمير العناصر المعادية المنسحبة. وأنزلت بهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. لقد أصبحت هزيمة مجموعة الدبابات المعادية التي اندحرت في منطقة جبل الشيخ مأثرة من مآثر البطولات الخارقة لا يرقى إليها الشك. ولقد منح النقيب محمد الخير والأبطال الآخرون وسام «بطل الجمهورية» تقديراً لما أبدوه من جرأة وشجاعة في هذه المعركة التي ستبقى خالدة في الذاكرة… الرحمة لروح هذا البطل وتحية إكبار وتقدير لكل ابطال هذه الملحمة.