الإعلاميون مؤتمنون على رأي عام.. وزير الإعلام يلتقي صحفيي” تشرين”: الاستكانة لا تصنع إعلاما 

تشرين- شوكت أبوفخر:

التقى وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق ، ومعاون الوزير أحمد ضوا ، صباح اليوم الصحفيين والعاملين في جريدة تشرين ، في مبنى الصحيفة في حوار مهني.

وفي بداية اللقاء ثمّن الحلاق حضور وتاريخ هذه الصحيفة العريقة، وقال: “الظروف استثنائية جداً، والاستسلام لهذه الظروف هو إعطاء أعدائنا ورقة رابحة، ومن تحمّل عشر سنوات حرب بمقدوره أن يتحمّل قليلاً..” وتطرّق الوزير إلى مهمة الإعلام، داعياً إلى ضرورة التمييز بين الموظف والصحفي، معتبراً أن الإعلام لا يقدّم شيئاً بالوظيفة، مشدداً على أننا إعلاميون مؤتمنون على رأي عام.

ولفت إلى أن عمل الموظف محترم وينفذ خطة ما، أما العمل الصحفي فهو مسكون بالشغف، والمبادرة والإعلام ليس نقل حدث فقط، فهذا عمل وظيفي ومن هذا المنطلق فقد تراجع عدد قرائنا ومتابعينا.

لدينا كفاءات ولكن ليس لدينا مبادرات

الوزير الحلاق شدد أيضاً على أن الاستكانة أمام ما هو موجود لا تصنع إعلاماً، فأفق الإعلامي لا حدود له. معتبرا أنه لا مجال للمقارنة بين ما يتقاضاه الصحفي وبين ما يعمله فالمقارنة غير مجدية ، لكن يبقى الاعلامي من قادة الرأي . وقال الحلاق لدينا اشكاليات كبيرة وعامة في عملنا ، فهل نحن بحاجة الى تدريب فهذا نحن نستطيع فعله وان نعطي به .

وطرح وزير الإعلام جملة تساؤلات، وقال: هل غياب الصحافة الورقية حالة جيدة؟ هل الصحافة الورقية إلى زوال؟ هل المستقبل للصحافة الإلكترونية؟ مجيباً بالنفي عن هذه الأسئلة، لافتاً إلى أن الصحافة الورقية وعودتها مرتبطة بجملة ظروف من حصار وغيره.

وقال الوزير الحلاق: نحن نعمل اليوم كصحافة حكومية إلكترونية، ومنافسنا هو “النمط الشعبوي” ، ونحن أمام خيارين: إما الذهاب إلى الشعبوية وعدم المهنية، أو نحافظ على ما نحن فيه ونمضي بقوة في المهنية، معتبراً أن الحل هو المحافظة على المحتوى الجيد وبأسلوب مرن.

كما عرض الوزير الحلاق لموضوع الرأي والرأي الآخر، معتبراً أن من يخالف بالمنطق فهو مقبول ومطلوب، مؤكداً التزام الصحفي والكاتب بخط واضح بين ما ينشر في مؤسسته وما ينشره على صفحته الشخصية.

وفي موضوع الحوافز والاستكتاب والتعويضات أكد وزير الإعلام عدم رضاه عنه، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لإقرار قانون خاص بالإعلاميين، ويحتاج قليلاً من الوقت، وعندها الكثير من المشكلات المادية تجد طريقها إلى الحل.

وفي رده على مداخلات الزملاء طالب الوزير الحلاق بضرورة الابتعاد عن الشخصنة في طرح المشكلات وتقديم حلول بعيداً عن التهجم، وهذا جزء من صحافة الحلول والاستقصاء ، معتبراً أن الفساد لا يكافح عبر الإعلام بل عبر المؤسسات المختصة.

وفي معرض الرد أيضاً أضاف وزير الإعلام: إن الإشارة إلى الفساد والتقصير واجب، معتبراً أن التقصير موجود في الكثير من مرافق العمل، لكن يجب عدم الاستسهال والتصويب باتجاه الوزارة وإغفال الحلقات المحلية، وطالب الحلاق بتوجيه الرأي العام إلى جوهر المشكلة عبر الاستقصاء والبحث، ودورنا البحث عن الحقيقة وليس استسهال اتهام العامة، وبذلك نكون وجّهنا النيران باتجاه مختلف.

وختم وزير الإعلام بالتأكيد على أهمية العلاقة بين اتحاد الصحفيين ووزارة الإعلام، وقال: نحن مع اتحاد قوي ينصف الإعلامي لأن جزءاً كبيراً من مشكلات الصحفي هو مشكلات نقابية.

بدوره أكد مدير عام مؤسسة الوحدة أمجد عيسى أن الصحفي الملتزم هو من يصنع الهامش، وقال إنه تم إضفاء بعض المرونة في موضوع الاستكتاب والإنتاج وتكريم وتقدير الكثير من الزملاء لقاء ما قدموا من جهود وعمل رغم أن هذا الاعتبار المادي ليس هو كل شيء .

وكان رئيس تحرير صحيفة تشرين ناظم عيد قد استهل اللقاء بالترحيب بالضيوف، معتبراً أن هذه الزيارة هي عامل دفع كبير لهذه الصحيفة العريقة وصحفييها. وقال إن هذا اللقاء فرصة للحوار للارتقاء بالعمل عبر النقاش البناء والمثمر .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار