الضغوطات النفسية والانفعالية ترفع الجلطات عند الشباب إلى 15%
تشرين- نور حمادة:
ظاهرة الاحتشاءات القلبية بدأت تكثر خلال الفترة الماضية بنسبة 10- 15 % عن السابق حسبما أكده اختصاصيون بأمراض القلب، وأمام العديد من التساؤلات عن سبب ازدياد الإصابة بالجلطات القلبية يرجِّح الأطباء أن السبب الرئيس يعود إلى الضغوطات النفسية التي يعيشها الشباب، إضافة إلى أسباب علمية أدت إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأزمات القلبية، حسبما أفاد به الدكتور مجد نصّار رئيس الشعبة القلبية في مشفى الباسل لأمراض القلب: كثرة التدخين وخاصة الأركيلة التي تحولت إلى موضة بين الشباب المترافق مع شدة الضغوطات النفسية والانفعالية المرتفعة، ونمط الحياة الخاطئ الفقير بالرياضة، إلى جانب الطعام غير الصحي والوجبات السريعة، التي تسهم في رفع الكوليسترول في الجسم أهم الأسباب لإصابة الشباب بالآفات القلبية الإقفارية.
وتابع الدكتور مجد: بعد عام 2020 لوحظت حالات احتشاء في العضلة القلبية الصمي الخثاري المحدث بفيروس كورونا، حيث أثر بشكل كبير في تشكل خثرات قلبية، وزيادة نسبة حدوث الاحتشاءات القلبية عند الشباب لأسباب مازالت قيد البحث.
ولفت الدكتور مجد ازدياد عدد المراجعين إلى المشفى من المرضى الشباب تحت سن الأربعين، يعانون من أعراض خناقية قلبية بنسبة تصل إلى 25% تقريباً من إجمالي المراجعين الذين يعانون آلاماً صدرية خناقية.
كما يعد العقد الخامس والسادس والسابع العمر الأكثر شيوعاً للإصابة بالداء الإكليلي، والداء القلبي الإقفاري بنسبة تتجاوز 60% من المراجعين لغرف الإسعاف والطوارئ.
والجدير ذكره أن هناك حالة وصلت إلى الإسعاف لشاب بعمر 17 عاماً يعاني احتشاء عضلة قلبية حاداً لعائلة معروفة بأمراض القلب واختلاطاتها.
كما أكد الدكتور محمد أبو الريش اختصاصي جراحة أوعية دموية، ورئيس قسم الإسعاف في الهيئة العامة لمشفى المجتهد بدمشق أنه وصل إلى قسم الإسعاف في شهر حزيران الفائت 72 حالة احتشاء عضلة قلبية، وتراوحت الأعمار من عمر 42 عاماً وما فوق، وحالة واحدة بعمر 26 عاماً، أما عدد الحالات في شهر تموز فبلغت 66 حالة تراوحت أعمارهم من 43 إلى 75 عاماً، وحالة واحدة بعمر 22 عاماً.
كما بلغ عدد الحالات في شهر آب 52 حالة أعمارهم بين 38 و 77 عاماً، بينها وفيات لكن بنسب قليلة، مشيراً إلى وجود عوامل تؤدي إلى الاحتشاء منها ارتفاع الشحوم والكوليسترول، وارتفاع الضغط الشرياني وداء السكري والبدانة وأن تكون هناك أمراض وراثية لأمراض القلب في العائلة و خاصة إذا كانت بأعمار مبكرة، إضافة إلى الشدة النفسية، التي تلعب دوراً كبيراً في حدوث الاحتشاءات وخاصة بين الشباب.
بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو أن هناك ازدياداً بعدد حالات الوفيات بين الشباب نتيجة احتشاء بالعضلة القلبية، ولكن لا يمكن إعطاء رقم دقيق لعدد هذه الحالات، وليس لدينا إحصاءات دقيقة ولا نستطيع تخمين أرقام بشكل تقديري، لأنه ليس كل الحالات ترد إلى الطب الشرعي إلّا نادراً.
وعدّ حجو أن المجتمع بحكم العادات الاجتماعية يرفض تشريح الجثة، بينما العلم بحاجة إلى هذا الإجراء، ولو تم تشريح الجثث لكان الطب الشرعي قادراً على تحديد السبب الرئيس للوفاة بدقة أكثر.