أمراض غير مؤجلة!

لا تخلو منهم أيَّ منطقة بأحيائها وشوارعها, يعملون بصمت وسلاحهم فقط مكنسة وربما عربة, لاشيء يحميهم من أشعة الشمس وبرد الشتاء, هؤلاء مثلهم مثل الطبيب والمعلم، وقد يكونون أفضل من الكثيرين لأنهم ببساطة يحمون صحة الإنسان وحياته, إنهم عمال النظافة يحاولون وبإمكانات بسيطة تجميل مظهر المدينة وحماية الناس من مخاطر النفايات, ولكنهم يواجهون الخطر, وهم يدركون أن إصابتهم بالمرض غير بعيدة عنهم, وكيف لا وهم لا يملكون حتى القفازات وغالباً ما نراهم عراة الأيدي, أفلا يستحقون كلمة؛ شكراً؟

ولكن هل كل المناطق تلقى الاهتمام والعدالة في النظافة؟ وهل يتم ترحيل النفايات وما حولها يومياً؟ أليست حاويات القمامة التي تنبعث منها الروائح النتنة خطراً حتى على عمال النظافة وعلى كل الجوار والمارة؟

هل رأى المعنيون بخدمات الناس ما يسيل من تلك الحاويات وكم تجتذب من الفئران والجرذان؟ والمشكلة أن من يمر من تلك الطرقات لا يمكنه تجنبها لأنها أصلاً موجودة على الأرصفة في كثير من الأحيان, إلّا إذا كان المواطن يجيد سياسة القفز بين السيارات!

قد نكون اليوم وفي ظل الأمراض المتزايدة بأمس الحاجة لحملة تقودها دوائر الخدمات في كل منطقة لتعقيم تلك الحاويات نظراً لما تجلبه من أمراض وقوارض, لتخفيف ضررها وحماية الناس أولاً, يضاف إليها الحد من تلك الروائح التي صارت لا تطاق!

ولعل دائرة خدمات المزة وضواحيها عليها أن تبادر فوراً إلى حملة تعقيم الحاويات, ومراقبة التخلص من النفايات وخاصة في مناطق المخالفات, بدلاً من أن تكون حلولها ناقصة ومجتزأة, كما فعلت حين نشرت صحيفتنا عن وعورة طرقات المزة 86, فكان الحل السريع بتزفيت عشرات الأمتار فقط وإنهاء المهمة كما بدأت!

تكفي الناس معاناتهم في تلك المنطقة من جريان الصرف الصحي في الشوارع وانعدام الخدمات وتكاثر الحشرات والقوارض, فهل نرى تحركاً منصفاً؟ نأمل ذلك!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار