أنشطة متاحة تحتاج لاستثمار وتوجيه لكيلا تتحول العطلة الصيفية لمجرد إضاعة للوقت

دمشق-رجاء عبيد:

من منا لا ينتظر الإجازة الصيفية بفارغ الصبر، خصوصاً من لديهم أطفال، لأنها الفترة التي يجدون فيها الوقت للمرح والتسلية والترفيه، إضافة إلى العديد من النشاطات المتنوعة المحببة، كالرحلات الممتعة والسفر، والقراءة والمطالعة خصوصاً الكتب والمجلات العلمية التي تجمع بين المتعة والفائدة، لذلك ينبغي على الآباء مشاركة أبنائهم في تخطيط برنامج وفعاليات إجازتهم في شيء مفيد وممتع لاستغلالها بشكل إيجابي ومثمر لهم، لكيلا تصبح العطلة مجرد إضاعة للوقت من دون أي فائدة مرجوة.

العائق المادي
عادل موظف يؤكد أن الطفل يحتاج بعد عناء عام دراسي كامل للترويح عن نفسه ومن هنا يأتي دور الأهل في تأمين وسائل الترفيه وأماكنه سواء منها الرياضية أو الترفيهية، وأحياناً يكون العائق المادي حجر عثرة أمام تحقيق تلك الحاجات، لذلك يتحول الأهل للحدائق المجانية التي فيها بعض الألعاب للترويح عن أطفالهم، مضيفاً: تختلف الأنشطة التي يمكن أن يمارسها الطفل على حسب سنه، ولعل استكشاف الطبيعة من أهم الأنشطة الترفيهية والتعليمية لاستغلال العطلة الصيفية من قبل الأطفال من خلال الخروج  إلى الحدائق، وغيرها من الأنشطة، ويمكن استغلال العطلة بشكل علمي عبر تعلم برامج الحاسوب والإنترنت بشكل صحيح من خلال الأسئلة وبحثه عن أجوبة لها، أو متابعة برامج تعليمية مفيدة، أو الكورسات المجانية على اليوتيوب لتعلم برامج الميكروسوفت، والفوتوشوب، والبرمجة.

غنام: الألعاب الجماعية أثناء الإجازة الصيفية تؤثر بشكل إيجابي في العديد من مهارات الأطفال الاجتماعية

فيما بيّنت بتول مدرسة رياض أطفال أن الأنشطة الصيفية تعزز من التواصل الاجتماعي للأطفال والتعاون فيما بينهم، وتطور مهاراتهم ضمن مجموعات مثل الحساب الذهني ونوجه الطفل للأنشطة من خلال التنزه و القراءة والأنشطة اليدوية والرسم، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الأنشطة المأجورة مثل المعاهد والمدارس الخاصة ولا شك أن فيها فائدة أكثر بسبب توفر المحفزات فيها وتساعد على تنمية وصقل مهارات الأطفال.

أنشطة متنوعة
بدوره ٲكد الباحث في قسم الدراسات الفلسفية والاجتماعية في جامعة دمشق الدكتور أحمد غنام لـ«تشرين» بأنه يمكننا أن نوجه أطفالنا لاستثمار العطلة الصيفية عبر الكثير من الأنشطة المتاحة، كاستخدام الأنشطة الفنية والأعمال اليدوية، لكونها تساعد الأطفال على اكتشاف أنفسهم لمعرفة مدى حبهم للأعمال اليدوية، كما أنها تنمي مهاراتهم المختلفة المتعلقة بالتلوين والرسم، واستخدام أوراق وكتب التلوين المختلفة لتحفيز الأطفال على استخدام الألوان بالشكل الصحيح، مشيراً إلى أن تشجيع الأطفال على قراءة القصص والمغامرات وغيرها من الكتب المفيدة أثناء إجازة الصيف يساعد على تنمية حب القراءة لديهم، كما يرسخ ذلك في أذهانهم أن قراءة الكتب يجب ألا تكون أثناء فترة الدراسة فقط، كما ينبغي ألاّ نعتمد على المناهج الدراسية فحسب بل نتعلم عن العديد من الموضوعات، والتجارب المختلفة والمغامرات الشيقة عندما نقرأ القصص المتنوعة، بالإضافة إلى التعرف على الموضوعات الجديدة المتعلقة بمختلف الثقافات.
وأشار الدكتور غنام إلى أنه يمكن استغلال الإجازة الصيفية للبدء في تعليم أساسيات الكمبيوتر للأطفال، وتمكينهم من التعامل مع برامج النصوص والجداول، والبرامج الأخرى المتنوعة لفهم هذه البرامج واستخدامها بما يسمح لهم التعامل فيما بعد مع المهام اليومية التي تحتاج لاستخدام الكمبيوتر، منوهاً بأن الألعاب الجماعية أثناء الإجازة الصيفية تؤثر بشكل إيجابي على العديد من مهارات الأطفال الاجتماعية، مثل «مهارات التواصل، والقدرة على تكوين صداقات، بالإضافة إلى التمكن من اتخاذ القرارات بصورة مشتركة مع الآخرين والتعاون فيما بينهم.
لافتاً أيضاً إلى أن المشاركة في الأعمال الخيرية تساعد على الشعور بالتعاطف والمسؤولية المجتمعية تجاه الآخرين، كما تجعل الأطفال يشعرون بالإيجابية وأن لهم دوراً جيداً في المجتمع، ويمكن البدء بكتابة الأنشطة الخيرية التي يمكن القيام بها لجمع التبرعات ثم العمل على تنظيم هذه الحملات، كما يمكن إدراجهم للمشاركة في تنظيف الحدائق وزيارة الأيتام لتقديم الدعم النفسي لهم، وتعد هذه واحدة من أجمل الأفكار للإجازة الصيفية فهي تساعد الأطفال على استغلال الصيف بصورة صحيحة.
وختم د.غنام حديثه بالتأكيد على أن الأنشطة العائلية أثناء الإجازة الصيفية هي فرصة مميزة لعمل الذكريات المميزة، وقضاء وقت ممتع مع الأطفال سواء كان ذلك بالقيام بالرحلات أو الخروج من المنزل للتنزه، أو بالطبخ وعمل الوصفات الجديدة، أو حتى استخدام الألعاب والأنشطة اليدوية التي يمكن العمل عليها وهو مايخلق روحاً من التعاون والاستمتاع مع العائلة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار