وقود”النقل”!…
حين تختفي الأرقام يصبح الحديث عن إيجاد الحلول كـ” لعبة أطفال لا أكثر”… وحالة تدهور قطاع النقل سببه التلاعب بمادة المازوت المخصص لوسائط النقل العامة وليس نقصاً في عددها .
في زيارة لمرآب الشركة العامة للنقل الداخلي في حمص تجد حوالي مئة باص متوقفة منذ زمن بسبب عزوف السائقين عن التعاقد مع الشركة نظراً للأجور الزهيدة و هي لا تزيد كثيراً على رواتب العاملين في القطاع العام .
من غير المعقول أن يعمل سائق ثماني ساعات متواصلة وفي النهاية يتقاضى أجراً لا يكفي إطعام أبنائه.
منذ سنوات والشركة المذكورة تعلن عن مسابقات لتعيين سائقين وفي النهاية لا يتقدم إليها أحد والسبب صار واضحاً ولكن لا يريد أحد أن يضع يده على الجرح خوفاً من أن يقال عنه (يغرد خارج السرب !).
إن رتق الفجوة الغذائية لطالبي العمل اليوم لن تجسرها الوظيفة العامة مادام أحداً لا يعلم متى تصبح أجور العاملين في الدولة قادرة على تغطية نسبة ضئيلة من نفقات الإنسان العامل وحاجياته وهي تخضع لمعايير الغلاء، ولذلك نجد عزوفاً عن الأعمال المجهدة ذات الدخل القليل .
لن نفرح كثيراً بمنحة باصات جاءت من الصين أو صفقة أخرى لاستيراد باصات إيرانية مادامت ستجثم جميعها في مرائب المؤسسة وفي المحافظات تنتظر وقوداً ( ربما تحصل عليه بالفعل) ولكن لا تجد سائقاً واحداً يقودها .
وحده الوقود هو المحرك الرئيس لشريان الحياة في المدينة الواحدة وبين المحافظات ومن غيره يصبح النقل صعباً يتحكم في حركته أشخاص يستفيدون دائماً من الأزمات ويدفع ضريبته المضطرون فقط!.