السفير الفلسطيني: المشروع الصهيوني يتجاوز حدود النكبة

هبا علي أحمد:

أقامت مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والفصائل الفلسطينية المقاومة، محاضرة بعنوان: “النكبة حلقة في المشروع الصهيوني”في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.
وقدم سفير دولة فلسطين في دمشق الدكتور سمير الرفاعي سرداً تاريخياً لخلفيات قيام ونشوء كيان الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: نكبة الشعب الفلسطيني في 15 أيار 1948 لم تكن البداية بل كانت حلقة من حلقات المشروع الصهيوني، الذي يتجاوز حدود النكبة وحدود 15 أيار، فهو بدأ بمقدمات طويلة ومازالت فصوله لم تنتهِ بعد وآخرها وأخطرها “الربيع العربي” الذي استهدف تدمير المنطقة العربية والمستفيد الأول هو الكيان الصهيوني لتدمير إمكانات وطاقات الدول العربية وتحديداً سورية والعراق العمق الاستراتيجي لفلسطين، لافتاً إلى أن التطبيع أيضاً حلقة من حلقات ذلك المشروع والمؤامرة الخطرة على المنطقة.
وأضاف السفير: مرّ المشروع الصهيوني بثلاث مراحل.. المرحلة الأولى كانت مرحلة التغيير في الفكر في أوروبا، ومركز هذا التغيير كان في بريطانيا، حيث ظهرت إرهاصات ودعوات لهجرة اليهود إلى فلسطين، إلى جانب أصوات من الولايات المتحدة وفرنسا.
والمرحلة الثانية بدء الإعداد للخطوات العملية لهجرة اليهود إلى فلسطين حيث بدأ طرح المشاريع والأفكار، وكان الهدف إنشاء “دولة ” عازلة بين المشرق والمغرب العربي تؤدي دورها الوظيفي بالفصل بين إفريقيا العربية وآسيا العربية، لافتاً إلى أن الهدف البريطاني لإقامة دولة يهودية تحت الحماية البريطانية للسيطرة على إدارة طرق المواصلات البحرية وإيجاد مركز متقدم لها في المنطقة، أما المرحلة الثالثة، فكانت الانتقال إلى التنفيذ العملي .
وأشار الرفاعي إلى أنه في القرن العشرين، ولاسيما في مؤتمر لندن 1905- 1907، كان التفكير الأوروبي يبحث كيف يمكن السيطرة على العالم، وتحدثت الوثائق حينها، إلى توصل المؤتمر بعد سنتين إلى نتائج مفادها إلى أنه حتى تستطيع أوروبا السيطرة على العالم لابد من السيطرة على البحر الأبيض المتوسط ولاسيما شواطئه الجنوبية والشرقية أي العرب، فالاحتلال العسكري وحده لايكفي ولإدامة السيطرة على المنطقة وتقسيمها لابد من إثارة النعرات الإثنية والعرقية والطائفية وعلى كل المستويات، ووضع فاصل مابين أفريقيا العربية وآسيا العربية، فالسيطرة على هذه المنطقة تضمن السيطرة على العالم .
وبيّن الرفاعي أن من نتائج مؤتمر لندن اتفاقية سايكس بيكو 1916 وبعدها وعد بلفور 1917 الذي كان للإدارة الأمريكية حينها الدور المباشر في صدوره، كما كان لها الدور الأكبر في قرار تقسيم فلسطين 1947 حيث مارست ضغوطاً على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للقبول به، والذي قسم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية من دون ذكر اسم فلسطين لتغيبها عن الخريطتين السياسية والجغرافية، من بعدها بدأ طرح مشاريع التوطين بهدف إنهاء القضية معظمها تقدمت بها الإدارة الأمريكية.
ودعا الرفاعي الفلسطينيين ولاسيما في الخارج إلى أن يكونوا فاعلين لخلق رأي عام لصالح القضية الفلسطينية خارج المنطقة العربية كما في داخلها، داعياً أيضاً إلى توحيد الخطاب والرايات فالراية الفلسطينية الوحيدة هي علم فلسطين.
بدوره، أشار الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) إلى أهمية إقامة الندوات والمحاضرات لكشف خفايا المشروع الصهيوني في المنطقة.
حضر الندوة عدد من قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية والقائم بأعمال السفير الفنزويلي في دمشق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار