هل تكون البداية؟

أيمن فلحوط

بعد أن زفّ رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد أسامة الجبان مؤخراً وخلال الاحتفالية بالعيد الستين لكلية الهندسة المدنية ، البشرى بموافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على رفع قيمة المكافآت للأبحاث المنشورة في مجلات عالمية محكمة ومعتمدة، تبدأ من نصف مليون ليرة وتصل إلى 3 ملايين ، وهذه المكافآت أعلى من المكافآت التي تمنحها الجامعات الخاصة للأساتذة. هل بدأت جامعة دمشق العريقة السباقة في العلم والمعرفة والإبداع والتقدم والتطور تسلك الطريق القويم من أجل رفع تصنيفها العالمي، من خلال صرف مكافآت لـطلاب الدراسات العليا عن الأبحاث المنشورة في مجلات عالمية محكمة ومعتمدة وفق قرارات وزارة التعليم العالي.
وتبدأ المكافآت بمبلغ500 ألف ليرة للأبحاث المنشورة في مجلات ذات تصنيف Q3 و Q4 , ومبلغ 750 ألف ليرة للأبحاث المنشورة في مجلات ذات تصنيف Q2. و مليون ليرة للأبحاث المنشورة في مجلات ذات تصنيف Q1. و ثلاثة ملايين ليرة للأبحاث المنشورة في مجلات ذات تصنيف D1.
يرى العديد من أصحاب الشأن أنها خطوة إيجابية وبناءة بالاتجاه الصحيح، ويتطلعون لتعميمها على بقية الجامعات، وتشكل فرصة لعودة مهمة للبحث العلمي، فيزداد الحافز لدى الباحثين ليقدموا ما يليق بأبحاثهم على أسس علمية صحيحة ودقيقة.
ومن المفيد أيضاً توجيه الجامعات الخاصة لتسلك طريق البحث العلمي، وأن يتم تحديد عدد الأبحاث لكل جامعة من تلك الجامعات ومراقبتها، وفي حال عدم تقديمها ذلك يتم إنذارها وسحب الاعتراف بها بعد ذلك، في ضوء الإهمال الواضح لدى أغلبية تلك الجامعات للبحث العلمي، وخاصة أن الملاحظ بشكل عام غياب ذلك لدى العديد منها، كون الهم الأكبر لهم يتمثل في زيادة الرسوم المادية فقط، كما ينبغي تطبيق الحال ذاته على معامل الأدوية وتطبيق الإجراءات ذاتها في حال تقصيرها.
يبقى الأمل أيضاً العمل على رفع سوية الأبحاث المقدمة في مجلة جامعة دمشق، كما يرى العديد من المهتمين في هذا الجانب العلمي والمتابعين له، بعد تأمين جميع متطلبات النجاح والتميز للأبحاث النافعة والهادفة، والمعنية بربط الجامعة بالمجتمع، وبوضع الحلول للعديد من المشكلات العامة، والاستفادة من تلك الأبحاث، وألا تبقى بعيدة عن التطبيق حبيسة الأدراج كما اعتدنا في العديد من السنوات الماضية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار