المباح وغير المباح من المزاح..!!
سمعتوا آخر نكتة..؟؟
صار للنكتة عيد، ويوم عالمي احتفالي يصادف الأول من شهر تموز ابتكره ربما المبتسمون واللامبالون أو من هم مؤمنون بعبثية فكرة مابين المنطق واللامنطق!!
النكتة التي تعدّ بحق ابتكاراً بشرياً و وسيلة تعبيرية ذكية صار لها عيد، هي التي ليست أكثر من حبكة قصصية قصيرة تكمن بلاغتها في رمزية كثافتها، وهي التي قالوا عنها إنها تشحذ الذهن وتجدد نشاطه وتدفع الغضب، وإنها تلبي أيضاً حاجة فطرية ورغبة غريزية، فيما عرّفها الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون بقوله:
“لا مضحك إلا ما هو إنساني، والنكتة هي محاولة قهر القهر وهتاف الصامتين، إنها نزهة في المقهور والمكبوت والمسكوت عنه.”
انتهى التعريف، إلا أنني، وبعد العودة لتأريخ أول نكتة أرشيفية حفظها التاريخ للإغريق وآخر نكتة سمعتها، لم أجد أي توافق وتطبيق عملي لتعريف الفيلسوف برجسون، وكأن عصر اليونان القديم تحكمه أيضاً مخاوف ارتكاب الجرم الإلكتروني!!
ومابين نكتتين أترك لكم الإسقاط والتحكيم:
نكتة الإغريق تقول:
ينطلق حلاق ورجل أصلع وأستاذ شارد الذهن، في رحلة معاً، ويجب عليهم التخييم بين عشية وضحاها، لذلك قرروا التناوب على مشاهدة الأمتعة، عندما يحين دور الحلاق يشعر بالملل، لذلك يسلّي نفسه بحلق رأس الأستاذ، وعندما يستيقظ الأستاذ على مناوبته يشعر برأسه ويقول”: مامدى غباء هذا الحلاق، لقد أيقظ الرجل الأصلع بدلاً مني”.
فيما تقول آخر نكتة وصلتني:
ثلاثة حماصنة فتحوا محلَّ بيعِ فروجِ كبيراً مكوناً من ثلاثة طوابق ونصبّوا لنفسهم في كل طابق مديراً، ودخل إلى المحل زبون وطلب فروجاً, فسأله الحمصي: أتريده حياً أم مذبوحاً.؟
يرد الزبون:- أريده “مذبوحاً”
_ طلبك في الطابق الثاني ..
طلع الزبون إلى الطابق الثاني وطلب فروجاً مذبوحاً ليأتيه الاستفهام إذا كان سؤاله عن فروج مقطّع أم كامل؟
_”أريده مقطّعاً”
فقال له الحمصي المسؤول طلبك في الطابق الثالث.
طلع الزبون إلى الطابق الثالث بكل استسلامية ورضا وطلب الفروج المذبوح والمقطّع ليكون الجواب الأخير: بصراحة يا أخي ليس لدينا فراريج، لكن “بربك” كيف وجدت آلية العمل والتنظيم والترتيب؟؟
مابين أول نكتة في التاريخ وآخر نكتة سمعتها ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، هناك قاسم مشترك وحيد، بأن الشعوب على اختلاف ثقافتها هي بحاجة دائماً لفعل التفريغ الوجداني واستحضار شخصية مضحكة خاصة بها تتلاءم وطبيعة الحياة الاجتماعية وقوننة المباح وغير المباح من المزاح ليكون التنفيس.