الأصمعي” قاتلاً “!!

في كلِّ مرةٍ، أتذكر هذه القصة العاطفية – التي سأنقلها لكم بعد قليل-؛ والتي تُروى عن لسان الأصمعي؛ أقول كم كنتَ أيُّها (الأصمعي) جلفاً وقاتلاً، وقليل الحيلة العاطفية، بل كنتَ أسوأ من أسدى النصيحة في التاريخ.. وقبل أن تقولوا كيف تتهجم على الرجل وتحكم عليه بهذا الحكم المُجحف والقاسي، إليكم هذه القصة إن صدق نسبها إليه.. يقول الأصمعي “أفندي” – ما كان في أفندية بزمانه لكن أقولها لأمرٍ آخر – يقول: بينما كنتُ أسيرُ في البادية – أكيد في البادية وليس في الشعلان-، إذ مررتُ بحجرٍ – ريته وقع على راسك – مكتوبٍ عليه هذا البيت:
أيا معشر العشّاق بالله خبّروا
إذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ؟
ويُضيف إنه بعد أن قرأ بيت الشعر السابق للفتى؛ كتب تحته “ناصحاً”، ويا لها من نصيحة، ببيتٍ شعر آخر على نفس الإيقاع والوزن بأن:
يُداري هواهُ، ثمّ يكتمُ ســـــرّه،
ويخشعُ في كلِّ الأمورِ ويخضعُ..
يعني من النصيحة الأولى، واضحٌ أن (الأصمعي) – “مو ناوي الخير للصبي” – وكان قليل الحيلة في أمر الحب، أو هو لم يعرفه، ولم يعشه أبداً، ذلك أنه أغلق كلّ الأبواب العاطفية في وجه الفتى المُتيّم عشقاً، بدل أن يفتحها على مصاريعها، ويدلهُ على دربٍ يمشي فيه وينجو بعشقه.. غير أن الطامة الكبرى عندما عاد الأصمعي في اليوم التالي، ووجد ردّاً شعرياً من قبل الفتى على نصيحة الأصمعي، يقولُ فيه:
وكيف يُداري والهوى قاتلُ الفتى،
وفـــــي كلِّ يومٍ قلبهُ يتقطــــــــعُ
يا ويح قلب على هذا الفتى العاشق، ولكن لن تتخيلوا حماقة الأصمعي، وكيف كانت نصيحته الثانية القاتلة، أو التي أصابت “الفتى العاطفي” بمقتل؛ فقد كتب له النصيحة التالية:
إذا لم يجد الفتى صبراً لكتمانِ سره؛
فليـــسَ له شيءٌ سوى الموتِ ينفعُ..
“الله لا يوفقك” يا أصمعي على هذه النصيحة، أقول “الله لا يوفقه”، لأنّ تلك النصيحة جاءت بما يُشبه التحريض على الانتحار، وهو كما يروي نفسه، أو كما نُقل عنه أنه هو صاحب هذه الرواية العاطفية، حيث يقول: عندما عدتُ في اليوم الثالث، وجدتُ شاباً مُلقى تحت الحجر ميتاً، مكتوبٌ تحته هذان البيتان:
سمعنا أطعنا، ثمّ مُتنا فبلغـــــــــــــوا؛
سلامي إلى من كان بالوصل يمنـــعُ
هنيـــــئاً لأربابِ النعيمِ نعيمـهم،
وللعاشقِ المسكيــــــــــنِ ما يتــجرعُ
يعني “هيك انبسطت” يا أصمعي؛ قتلت الفتى بدمٍ بارد؟!!، مع إنه كانت هناك عشرات الحلول العاطفية، ومع إن الحبُّ يكفي ليبررَ وجوداً بأكمله!!..
هامش
“على روح الفتى الشهيد”:
كوطن
للجوء العاطفي؛
أفتشُ عنكِ،
ونبحثُ في المجموعات الشعرية
عن بيت قصيدٍ نلوذُ به،
وكغيوم تشتهي للكروم المطر،
نهرب من إملاء أفعال الأمر
وحارات الهمز واللمز،
وكل أزقة أدوات الجزم
وزواريب حروف العلة..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية أكثر من مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة.. سورية اعتبرتها قضية وطنية وأقرّت خطتها في هذا المضمار بأربعة محاور استراتيجية أعطى العديد من المزايا لأصحاب الإعاقة ولذويهم.. المرسوم رقم 19 نقل النهج من التعاطف معهم إلى منحهم حقوقاً مشروعة لاعبو أنديتنا المحترفة غير راضين عن قيمة عقودهم... والسبب!