على هامش مهرجان العسل السوري الثالث…. الاستجابة لأزمات مربي النحل بطريقة مناسبة وبأساليب فعالة
خلال الفترة من 20 إلى 26 من شهر شباط المنصرم نظم فرع سورية لاتحاد النحالين العرب ، مهرجان العسل السوري الثالث في مدينة تشرين الرياضية ، وشارك فيه حوالي 45 نحالاً من مختلف المحافظات إضافة إلى مشاركة جناح لجمهورية مصر العربية، هذا إلى جانب تنظيم ملتقى النحل العربي الثاني الذي حضره عدد من النحالين من مصر ولبنان والعراق والأردن ، وقد شهد المهرجان اهتماماً حكومياً تمثل بحضور ومتابعة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي ومشاركة الوزارة بجناح خاص ضمن المهرجان وحضور عدد من السادة أعضاء مجلس الشعب وعدد من المديرين في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ، كذلك كان هناك حضور ومتابعة من قبل رئيس اتحاد النحالين العرب فتحي البحيري ومن قبل المهندس إياد دعبول رئيس فرع سورية لاتحاد النحالين العرب ، كما شهد المهرجان إقبالاً جماهيرياً مقبولاً خلال فترة انعقاده
وفي متابعة لصحيفة” تشرين” لمجريات المهرجان التقت المهندس عبد الرحمن قرنفلة عضو اتحاد النحالين العرب وعضو الجمعية العربية لتربية النحل والمشارك بالمهرجان والذي تحدث قائلاً :
تواجه تربية النحل السورية العديد من التحديات بسبب مجموعة متنوعة من العوامل ، تتعلق بشكل رئيسي بالتسويق ، وتحقيق قيمة مضافة لمنتجات طائفة النحل ، فضلاً عن المشاكل الناتجة عن الاستخدام غير الرشيد للكيماويات الزراعية ( المبيدات ) ، والتلوث ، وفقدان صيغة واضحة المعالم بين مربي النحل والمزارعين ، والتغيرات البيئية . فآثار تغير المناخ مثيرة للجدل، حيث إنه من المتوقع حدوث زيادة في الجفاف في جميع أنحاء العالم ما يؤثر في إنتاج الأعلاف والمحاصيل وبالتالي على النحل وحياته، حيث إن البيئة الحارة تضعف الإنتاج والاستجابة المناعية للنحل . وسيكون من الاستراتيجي تحسين إنتاجية المحاصيل والأعلاف (بشكل أساسي تحسين إدارة المياه والتربة) ، وتحسين قدرة النحل على التعامل مع الإجهاد البيئي من خلال الإدارة والاختيار. لتوجيه تطور أنظمة إنتاج النحل في ظل ارتفاع درجات الحرارة والظواهر المتطرفة، إضافة إلى هذا ، جديد مسببات الأمراض التي تهدد صحة نحل العسل السوري، وفي هذا السياق ، يجب أن تشمل الإدارة الصحيحة لمستعمرة النحل رؤية أوسع ، حيث ترتبط جوانب الإنتاجية بنهج ( صحة واحدة ) من أجل حماية نحل العسل والبشر والبيئة .
تربية النحل :
وفي توضيح حول تربية النحل قال المهندس قرنفلة :
تربية النحل هي ممارسة إدارة مستعمرات نحل العسل لأغراض الزراعة، حيث يوفر النحل مجموعة متنوعة من المنتجات: العسل1 ، حبوب اللقاح 2 ، غذاء ملكات النحل3 ، العكبر4 ، الشمع5 والسم6 . كما يبيع النحالون أيضاً الطوائف7 ويربون ملكات النحل8 ، ويوفرون خدمات9 إخصاب النباتات والمحاصيل للمزارعين .
ووفقًا للمنظمة العالمية لـصحة الحيوان (OIE) وتشريعات الاتحاد الأوروبي . يصنف النحل على أنه حشرات برية وعلى هذا النحو يقع تحت مظلة الرعاية البيطرية ، وحول الأنواع الأكثر شيوعاً المستخدمة في تربية النحل قال قرنفلة : يوجد نوعان هما النحل الشرق ( syriana (Apis ونحل العسل الغربي (Apis mellifera) ، و أضاف : يعد نحل العسل من الملقحات الحيوية للنباتات والمحاصيل المزروعة والمحاصيل العلفية والبرية . جنباً إلى جنب مع الملقحات البرية الأخرى وتساهم الملقحات ونحل العسل بالتنوع البيولوجي للنباتات البرية وفي زيادة غلات المحاصيل الزراعية الهامة ذات القيمة العالية.
نحتاج نهجاً مبتكراً وتكاملياً يأخذ في الحسبان جميع خطوات قيمة السلسلة لتربية النحل.
أما فيما يتعلق بما تعرضت له بعض مستعمرات النحل في عدد من المحافظات لظاهرة فقدان النحل أوضح قرنفلة : إنه في الآونة الأخيرة حدثت خسائر في مستعمرات نحل العسل المحلية ، وقطاع تربية النحل يواجه بالوقت الراهن وضعاً خطيراً ، ومن الضروري الاستجابة من دون تأخير لأزمات مربي النحل بطريقة مناسبة وبأساليب فعالة، و لاسيما أن التجارة الدولية في النحل ومنتجاته تستمر في الانتشار عبر العالم ، حيث زادت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية ومن المرجح أن تستمر في النمو ، كما تصنع التكنولوجيا تحركات أسهل وتخفض الحواجز الوطنية أمام التجارة وهذا يسهل أيضاً انتشار الأمراض التي تصيب نحل العسل .
المبيدات تهيئ النحل للإجهاد وترفع حساسيته تجاه الأمراض :
وحول استخدام المبيدات الزراعية وتأثيرها على النحل، قال المهندس قرنفلة : إن إدخال مبيدات الآفات الحديثة نسبياً، مثل مبيدات النيونيكوتينويد ، هي أيضاً من بين العوامل المساهمة في التلوث البيئي الذي يهيئ النحل لزيادة الإجهاد و حساسية المرض من هذه المبيدات غالباً ما تكون بسبب سميتها العالية، حيث تسبب الموت كما يسبب انتشار داء الفاروا في زيادة الالتهابات الفيروسية في خلايا النحل بسبب دور العث كميكانيكي وناقل بيولوجي .
الفيروسات مثل فيروس شلل النحل الحاد (ABPV) ، فيروس شلل نحل كشمير (KBPV) وغيره ، تشهد الآن زيادة في الفوعة ، مع الأمراض الهامة سريرياً ، والتي تؤثر على خلايا النحل المعرضة للإصابة والتي سبق أن تم إضعافها من قبل مختلف الطفيليات أو الإجهاد . ولعل التغيير المناخي والتباين الكبير في صناعة تربية النحل وعواملها الإدارية هي المعلمات التي يجب مراعاتها في الوقاية من خسائر نحل العسل.
بالنظر إلى التحديات الناشئة والتي يجب أن تواجهها تربية النحل (على سبيل المثال Varroa destruction، Nosema spp.، Foulbrood الأمريكية والأوروبية ، وما إلى ذلك) ، نحتاج نهجاً مبتكراً وتكاملياً يأخذ في الاعتبار جميع خطوات قيمة السلسلة لتربية النحل، من تربية النحل إلى حصاد منتجات الخلية .
الصحة الواحدة هي التسمية الحديثة للعناصر المتعددة ( إستراتيجية قطاعية ) مقبولة عالميًاُ لتصميم وتنفيذ البرامج والسياسات والتشريعات والبحوث التي تختلف فيها المجالات الوقائية يجب أن تتواصل وتعمل معاً لتحقيق أفضل نتائج الصحة العامة. والممارسات الزراعية الجيدة (GFPs) يجب اعتبارها أداة وقائية قادرة على التحكم في تلك العوامل التي تؤثر سلباُ على صحة نحل العسل ، ولها عواقب على صحة الإنسان والبيئة وإنتاجية المزرعة.
النحالون : المهرجانات نافذة لتصريف منتجاتنا :
أكد النحالون المشاركون في مهرجان العسل الثالث الذي نظمه فرع سورية لاتحاد النحالين العرف أن المهرجان والمعارض تشكل نوافذ لتصريف منتجاتهم الى المستهلكين مباشرة وهذا يشكل ضمانة أكيدة للمستهلك بحصوله على منتجات خلية النحل سليمة طبيعية من المنتجين . كما أكد النحالون ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لخلق قنوات لتصدير فوائض انتاج القطر من العسل ومنتجات خلية النحل ، حيث انخفض استهلاك السوق المحلي نتيجة ضعف القدرة الشرائية للمستهلكين في ظل ارتفاع تكاليف الانتاج وخاصة اجور نقل المناحل بين المراعي في مختلف المحافظات .
إن المطلوب توجيه المزيد من الاهتمام لقطاع النحل لما له من تاثير في زيادة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتحسين نوعية المنتجات الزراعية وكذلك لا بد من العمل على توضيح العلاقة بين النحالين والمزارعين لجهة نشر خلايا النحل في الحقول وتجنب رش المبيدات الزراعية دون إعلام مسبق للنحالين لتجنب ظاهرة القضاء على مستعمرات النحل ، وتشجيع النحالين على التوسع بمناحلهم كماُ ونوعاُ وتنويع منتجات القيمة المضافة من العسل ومنتجات خلية النحل ، والعمل على إدخال خطوط تعبئة وتغليف حديثة بهدف الانتقال إلى مرحلة التصدير .