الاحتراف المنقوص
منذ تطبيق الاحتراف في رياضتنا وجدنا مسافات شاسعة في العمل بين الاحتراف والهواية ولم نستطع أن نقطع حتى الجزء القليل منه, ولم نصل بعد إلى حد الانطلاق الحقيقي، والسبب ليس في ندرة الموهبة التي تمارس إبداع الكرة في الميدان بل في منهجية التخطيط ووسائله.
أما النتائج فلم ترتقِ بعد إلى حيث المطلوب لا في العمل المحيط بمنظومة الاحتراف ولا بثقافة اللاعب لكونه مشتت الذهن لا يفكر بين احتراف يطور مهارته أو بين احتراف يضخم جيبه، ولكن المحزن في الأمر أننا دائماً من أكثر المهتمين بكرة القدم ومن أكثر من يعشقها ويحرص على ملاحقتها، وبرغم ذلك لم نعد نملك القدرة على تفعيل أي جانب من هذا الاحتراف إلا بين السطور ووعود المعنيين بتسيير شؤونه فقط، فالذي نراه في بعض الدول التي تحقق انجازات رياضية حقيقية يختلف كماً وكيفاً عما نراه اليوم في احترافنا.
لماذا لم نستوعب منهم ومن تلك الأفكار التي سيّروا بها الاحتراف سلوكاً وعملاً وفكراً؟.
فهاهي الدول المحيطة بنا والتي تعد هي الأقل من حيث الإمكانات بدأت في الانتقال الفعلي من مرحلة المحدودية الرياضية إلى مرحلة التطوير وكل هذا يحدث سريعاً، بينما نحن للأسف لا نزال صامدين أمام وعود إنشائية تكتب في الصحف وتنقل على الفضائيات لكنها في الأخير لا تقبل التطبيق، لذلك يجب أن تصبح اتحاداتنا الرياضية بكل لجانها وبكل أعضائها وبكل أفكارها بمنزلة جامعة تؤسس لمفاهيم احترافية سليمة وصحيحة يستفيد منها اللاعب والمشجع والنادي. أما الاستمرارية على منوال المراحل الزمنية السابقة التي أوجدت الإخفاق للرياضة والاحتراف فلا مكان لها اليوم بل يجب إسقاطها بحلول جذرية تبدأ وتنطلق من عمل جامعة اتحاد اللعبة وليس من عمل الهيئة أو اللجنة لكون هذه اللجنة تحتاج لمن يعدل مسارها بما يتوازى ومطالب كل الرياضيين الذين وضعوا أياديهم على مكمن الخلل وعلته.