تناقصت أعداد الثروة الحيوانية في محافظة الرقة بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية من جراء قلة المراعي وصعوبة نقل الثروة الحيوانية بين مناطق المحافظة وتهريب الثروة الحيوانية خارج الحدود وانخفض عدد الأغنام من أكثر من مليوني رأس إلى أقل من مليون ونصف المليون.
ولخص رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة الرقة الدكتور محمد عناد البوعريب الصعوبات التي تعانيها الثروة الحيوانية في محافظة الرقة بأن معظم الثروة الحيوانية في محافظة الرقة موجودة في المناطق التي هي خارج السيطرة الآن. ويجد المربون صعوبة كبيرة لعبور قطعانهم إلى المناطق المحررة من الإرهاب وارتفاع أسعار الأعلاف وبذلك أصبحت تربية الثروة الحيوانية صعبة, الأمر الذي دفع المربين إلى بيع قطعانهم.
وأضاف الدكتور البوعريب لـ(تشرين) : خلال السنوات الماضية وبسبب عدم قدرة مربي الثروة الحيوانية نقل قطعانهم إلى بادية الرقة الجنوبية (الشامية) نمت الأعشاب في تلك البادية بشكل ممتاز وأصبحت مراعي تكفي لسنوات ولكن اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة حدّ من التوجه إلى البادية, حيث قتل الإرهابيون العشرات من رعاة الأغنام وقتلوا وسرقوا المئات من قطعانهم.
وبيّن مدير الصحة الحيوانية أن الحالة الصحية للثروة الحيوانية في الريف المحرر من الإرهاب جيدة وتتوافر اللقاحات التي تعطى للمواشي بشكل دوري ضد الأمراض السارية حسب الجداول المخصصة للتطعيم ( حمى قلاعية –انتروتوكسميا – بروسيلا – باستريلاـ جدري ) واللقاحات متوافرة في المراكز البيطرية وتوزع للمربين مجاناً.
وبسبب موسم الجفاف الذي شهدته سورية هذا العام يعاني مربو الثروة الحيوانية قلة وغلاء الأعلاف في عموم مناطق المحافظة.
وقال مدير (الصحة الحيوانية) : عدم تأمين المقنن العلفي للمربي في مناطق الريف المحرر أدى إلى تناقص أعداد الثروة الحيوانية بشكل كبير ، وقامت مؤسسة الأعلاف بتوزيع المقنن العلفي لمربي الثروة الحيوانية بالاعتماد على جدول إحصاء /2020/ والتحصين الوقائي ضد الأمراض السارية والمقنن العلفي قليل جداً .
وحسب إحصاءات مديرية الصحة الحيوانية في الرقة فإن عدد الثروة الحيوانية في عام 2012 قبل تعرضها للإرهاب (الأغنام 2 مليون رأس) (الماعز 234 ألف رأس ) (الأبقار 22.6 ألف رأس) ( الجمال 5470 رأساً تقريباً ) وقد تناقصت أعداد الثروة الحيوانية بسبب الحرب على سورية , حيث أصبحت الأعداد على الشكل التالي (الأغنام 1.44 مليون رأس) ( الماعز 164 ألف رأس ) ( الأبقار 15868 رأساً ) ( الجمال 3500 رأس تقريباً) .
وفي مناطق ريف الرقة المحرر من الإرهاب: السبخة ومعدان والدبسي وبادية المنصورة بيّن الدكتور البوعريب أن أعداد الثروة الحيوانية في الريف المحرر تتناقص بشكل ملحوظ حوالي /464398/ رأس أغنام و ماعز و /5391/ رأس أبقار، وذلك بسبب نقص المقنن العلفي ، وفرض رسوم باهظة أثناء نقل الثروة الحيوانية من مكان إلى آخر وعدم توافر المحروقات للجرارات لسقاية الأغنام في البادية.
وبين عدد من المربين أن سبب تناقص أعداد الثروة الحيوانية هو تهريبها إلى تركيا وشمال العراق من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ، وعدم قدرتهم على التنقل بين مناطق المحافظة وخاصة مناطق بادية الرقة في فصلي الشتاء والربيع.
وقال خليل السطم أحد مربي الثروة الحيوانية في الرقة : إن ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توزيع المقنن العلفي من قبل مؤسسة الأعلاف دفع المربين إلى بيع عدد كبير من قطعانهم لتأمين الأعلاف لبقية القطيع وهكذا تتم العملية ، وإن استمر الأمر بهذا الشكل فخلال عام لن تبقى لدينا أغنام.
وأضاف السطم لـ(تشرين) مع عودة الأمان إلى بعض مناطق بادية الشامية توجه بعض مربي الثروة الحيوانية ورغم المخاطر التوجه إلى البادية ولكن عدم تأمين المازوت للجرارات لنقل المياه لري الأغنام يمنعهم من التوجه في عمق البادية التي يتوافر فيها الكلأ.
قد يعجبك ايضا