تحديات كبيرة

انتخبت الجمعية العمومية مجلس إدارة جديد لاتحاد كرة السلة للفترة المتبقية من الدورة العاشرة خلال المؤتمر الانتخابي الاستثنائي الذي أقيم يوم الإثنين الماضي، وبغض النظر عن الأسماء التي تم انتخابها, وإن كانت أغلبيتها مجربة، يواجه اتحاد كرة السلة جملة من الاستحقاقات والتحديات ويفترض إيجاد الحلول المناسبة لها، ولاسيما أن كرة السلة السورية تراجعت كثيراً وفقدت بوصلتها، ولم تعد ثاني الألعاب الجماعية قاعدةً وإنجازاتٍ، بل فقدت مكانتها العربية و الآسيوية وغابت الروح والمتعة عن مسابقاتها المحلية، فلم يعد من دوري قوي يستند عليه المنتخب الوطني في استعداداته للاستحقاقات رغم أن الأندية أساس اللعبة وجدارها الاستنادي وقد عانت الكثير وتراجعت اللعبة في أكثرها وزادت مشاكلها, ولم تعد تهتم بالقواعد وخاصة الأندية العريقة منها، وبدأت تعتمد على اللاعب الجاهز وهنا باتت للأندية مطالب مالية وقصة الاحتراف لها مؤيد ومعارض وإن مارست أنديتنا الاحتراف في السابق عن غير قناعة، و بعض هذه الأندية لا يرغب في التجربة السابقة، ففاتورة الاحتراف باهظة والعائدات لا تكفي لشيء, وتالياً لابدّ من حلها.
لهذا اتحاد كرة السلة مطالب بأن يقنع الأندية الغنية والعريقة بإعادة بناء القواعد على أسس سليمة، وخاصة أن بعض هذه الأندية أدارت ظهرها لكرة السلة ما يعني أن سلتنا في خطر, وهذا الملف من أصعب الملفات فهو يتضمن تكلفة مالية يفترض توافرها للعبة.
أما الدوري الذي يمثل أهم المسابقات وقوته فهو الذي يمكن المنتخب من استعادة ألقه، فلا يعقل أن يكون عمره قصيراً ولا يؤدي كامل الغرض الذي وجد من أجله، وفي الوقت ذاته فإن تحديات المنتخب يجب أن تكون على درجة عالية من الأهمية وتنتظره استحقاقات كثيرة من أهمها تصفيات كأس العالم التي تنطلق في تشرين الثاني المقبل ونهائيات كأس آسيا٠
ولتبقى الذكرى الجميلة لكرة السلة السورية ماثلة للعيان لتعدد الإنجازات على مستوى المنتخب والأندية، واليوم الحمل كبير والمسؤولية صعبة والآمال عريضة لكن يبقى ثمة بصيصَ أملٍ ينير درب اتحاد كرة السلة الجديد لإدارة شؤون اللعبة مع توافر أدوات النجاح حتى تتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من كرة السلة السورية قبل فوات الأوان.