ترفع لهم القبعة
أظهرت الصور المتداولة حجم الجهود المضنية التي بذلها رجال الإطفاء, وهم في قلب ألسنة اللهب ، حتى تمكنّوا من السيطرة على الحريق الذي تسبب بانفجار خط الغاز المغذي للمنطقة الجنوبية جراء الاعتداء الإرهابي وتم اخماده بالكامل تعاطفاً كبيراً أعرب عنه الشارع السوري لهؤلاء الأبطال الذين كانوا الرديف الحقيقي للجيش العربي السوري خلال هذه الحرب الطويلة ، لكن على المقلب الآخر هذا الجندي المجهول الذي لم نتذكره أو ندرك أهمية دوره إلا في مثل هذه الأحداث، يعاني من واقع مرير كسائر قطاعات المهن الخطرة إذ تتطلب مهنتهم الاستجابة لنداء الواجب لأنه لدى ورود أية مهمة لا وقت للتلكؤ في تنفيذها, فالضمير هو الحكم، والسؤال: من يهتم بأوجاعهم ؟؟ رغم دفع الضريبة الكبيرة لإنقاذهم الكثير من الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ,ولاسيما أن البعض منهم قضى حرقاً ,والويل إذا ما تأخروا دقيقة واحدة في مهامهم لتقوم الدنيا ولا تقعد، ماذا عن أبسط حقوقهم التي أقل ما يقال عنها إنها منطقية و مساواتهم مع عمال الكهرباء أو حتى مع عمال النظافة من ناحية المزايا وتصنيفهم تحت بند المهن الخطرة.
إذا ما نظرنا إلى الظروف القاسية التي يعمل بها هؤلاء الأبطال يجب على القيمين الاهتمام لمنحهم الكثير من المزايا وتحسين الوجبة الغذائية التي تعادل ( فرنكات) حالياً.!.
والأهم العمل على تطوير القوانين المعمول بها والتي أكل عليها الدهر وشرب .فهل تعمل الجهات المعنية على تحسين واقعهم وتحفيزهم بما ينعكس على سير الأداء ومساواتهم بمن يعرضون أنفسهم للخطر والموت أم إن الواقع يحتاج المزيد والمزيد من الأحداث الدامية لندرك أهمية دورهم؟