فاسدون “مُستشرفون”..!
كثيرة هي المرات التي ينكشف فيها سرّ مسؤول كبير وفضائحه من قبل الجهات الرقابية المختصة ،ولكن هذا الاكتشاف الخطير يتم بعد إعفاء هذا ” الصميدعي ” ،أو ان هناك من يتحسس أخطاء المسؤول ويكشفها فتسارع الجهات المختصة لإعادة النظر والتمحيص بما قام به من فظاعات وارتكابات جسيمة يندى لها الجبين خجلاً وعاراً ،وبمجرد ما تشرع بفتح الملفات يتبين لها سيل من التجاوزات والمخالفات ..!
وهنا السؤال :كم فاسد في قضايا حازت على اهتمام الرأي العام لم يتم التشهير به وفضحه ؟ ،ولماذا لاتتم محاسبة مثل هؤلاء وهم فوق كراسي( السرقات) وفي الغرف السرية ..؟!!
فمثل هؤلاء لم يراعوا أي اعتبار للأمانة ولا إلى أهلهم ولا لوطنهم ، ولايجوز التستر على سرقاتهم ، ماداموا لا يعيرون أي اهتمام لأحد .فكان حريّاً بهم أن يحفظوا سمعتهم وأسماءهم قبل هتك ستر الأمانة ومس حقوق العباد ..!
هل المرور فقط على ذكر أسماء بعض الأشخاص الذين كانوا على درجة من المسؤولية الرفيعة ومن كان بالأمس القريب يرعد ويزبد ويقوّم أعمال الآخرين ،بل وينظّر بمسائل نظافة اليد ،يكفي، أم أنه يستدعي فضحاً تاماً لمثل سلوكيات كهذه سبّبت الأذى والهدر وضياع المال العام؟!
هنا وفي مثل حالات الاختلاس وسرقات المال العام ،أو خيانة أمانة الوظيفة ليست الدولة وحدها خصم الفاسد بل المجتمع ككل، لأنه اعتدى على حقوق الناس ، ولم يأخذ أي اعتبار وحق تجاه وطنه وشعبه ..!
إلى أي درجة رخيصة سمعة الإنسان ..؟ ولماذا يتغافل عنها مسؤول مهم قد يكون بمستوى وزير تعميه الملايين عن سمعة اسمه وأهله والمحيطين به ..؟! فلماذا لا تكون السمعة رصيداً ثميناً لا يمكن التفريط بها مهما تنوعت وكثرت مغريات الحياة الزائلة ..؟
في قديم الأزمان كان من تُخدش سمعته يهاجر إلى بلد آخر ،إلا أن الأمور تغيرت كثيراً ،فمن يسرق اليوم هو شخص ” فهلوي ” و للأسف باتوا كثيرين في أيامنا العصيبة التي تجر ذيول الخيبة!
بالأموال التي سرقها سيهندس المسائل كافة، ويحاول أن يقنع المحيطين به بأنه بريء ومظلوم ،لكن في قرارة ذاته سيبقى ذليلاً ..!!
لنجرب التشهير بالفاسدين ولا تأخذنا بهم أي رأفة وهذا حق قانوني قبل أن يكون حقاً مجتمعياً ،ومن يخشى على سمعته عليه أن يكون بأخلاق عالية وذا أمانة تحصّنه من أي اعوجاج أو ميول ..!!