أسئلة عن سنية صالح

رغم أن الأسئلة ذاتها تتكرر كلما استحضر أحدهم الشاعرة والكاتبة الراحلة سنية صالح (1935- 1985)، والتي صادفت ذكرى غيابها 17 آب الجاري قبل أيام، إلا أن الإجابات لم تزل حتى اليوم غير واضحة أو أنها لا يمكن أن تكون كذلك حين يرتبط الأمر بالعائلة، ولا سيما الزوج، فهل كان زواجها من الماغوط سبباً في تأخر شهرتها، هل شعرت بتفوقه عليها؟.

يقول الباحث محمد عزوز في كتابه (راحلون في الذاكرة) برسم الطبع “ولدت الشاعرة في مدينة مصياف، لأسرة تهتم بالشأن الثقافي والأدبي تحديداً، فكانت واحدة من بين ثلاث شقيقات اشتغلت الأولى بالنقد الأدبي وبرزت فيه هي والناقدة خالدة سعيد التي اكتسبت اسمها الأخير من اسم عائلة زوجها الشاعر أدونيس (علي أحمد سعيد)، وفضلت الأخرى أن تكون ممثلة مسرحية وتلفزيونية باسم مها الصالح، في حين احتفظت سنية باسمها كما هو، حتى بعد أن تزوجت من الشاعر محمد الماغوط الذي تعرفت عليه في منزل أدونيس وتزوجته وهي لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعية في كلية الآداب في جامعة دمشق .
يقول الماغوط عن الشاعرة: “سنية هي حبي الوحيد، نقيض الإرهاب والكراهية، عاشت معي ظروفاً صعبة، لكنها ظلت على الدوام أكبر من مدينة وأكبر من كون، إنها شاعرة كبيرة لم تأخذ حقها. ربما آذاها اسمي، فقد طغى على حضورها، وهو أمر مؤلم جداً، كما أنها لم تأخذ حقها نقدياً”. وعندما رحلت طلب أن يُكتب على شاهدة قبرها: “هنا ترقد الشاعرة سنية صالح، آخر طفلة في العالم”.
وفي العودة إلى ما بدأنا به، لم يحظ الأدباء عموماً بنجاح عائلي يوازي نجاحاتهم الأدبية، فمن يتتبع تجاربهم الحياتية يجد فيها الانفصال والخيانة والجحود، والقتل أحياناً، ويبدو الأمر أكثر حساسية حين يتعلق بالنساء في مجتمعاتنا، تحديداً حين يمتلكن أصواتاً خارجة عن السائد والمتعارف عليه، وهو ما امتلكته سنية صالح منذ أن فازت قصيدتها «جسد السماء» بجائزة صحيفة النهار 1961، متفوقة على قصيدة لمنافسها الماغوط، تلا ذلك حصولها على جائزة مجلة “حواء” للقصة القصيرة عام 1964، وجائزة مجلة “الحسناء” للشعر عام 1967.
وحتى لا نظلم الشاعرة باقتصار الحديث عنها على حياتها الشخصية، وتكرار نفس الأسئلة، لعلّ النقاد يلتفتون مجدداً إلى منجزها الشعري الفارق في عالم القصيدة والشعر الأنثوي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار