شاعرات الحب

باستثناء ليلى الأخيلية التي هامت حباً في الصحراء العربية، تلك الشاعرة وإن لم يُعرف عنها (الجنون) غير أنها كانت عاشقة مُعذبة، لا تقلُّ هياماً عن زملائها الرجال العاشقين.. والأخيلية؛ شاعرة، يمرُّ اليوم ألف عام على حياتها في صحراء الجزيرة العربية (وفاتها 665م) هي ابنة عبد الله الرحّال بن كعب بن معاوية، وهو (الأخيل) لذلك نسبت إلى جدها، من بني عامر التي تميزت بكثرة العشاق فيها، فورثت عنهم الغزل الرقيق، والحنين الباكي
وقعت الأخيلية في حب توبة بن الحمير الخفاجي، فألهب هذا الحب عاطفتها، كما أحبّها توبة وقال فيها الشعر، ولما خطبها إلى أبيها؛ أبى أن يزوجه إياها على عادة العرب الذين يأنفون تزويج بناتهم ممن يشبب بهنّ، وزوجت قسراً من رجل في بني الأذلع، ولم يكن لهذا الزواج أن ينتزع عنها حب توبة، وهكذا عاشت صراعاً بين العاطفة والتقاليد
نذكر الأخيلية لأنّ المدونة الشعرية العربية قليلاً ما تُشير لشاعرة ملأ الهوى قلبها وهامت على وجهها كما فعل جميل بُثينة، وكُثير عزة، ومجنون ليلى.. وحتى من النادر أن تذكر هذه المدونة شاعرات عُرفن بالغزل كمثل شعراء كرسوا القسم الأكبر من تجربتهم الشعرية للحب وتداعياته المختلفة كـ:عمر بن كلثوم، وقيس بن الملوح، وعمر بن أبي ربيعة، وديك الجن، وصولاً لنزار قباني
رغم أن بعض جوانب التاريخ تذكر لنا أسماء شاعرات عاشقات كولادة بنت المستكفي، ومهجة بنت التياني في القرن الخامس الهجري، لكن كان يتم ذلك على استحياء، ربما من هنا كان الدافع لصاحب كتاب (أشهر شاعرات الحب في بلاد الشرق والغرب) لأن يُقدم الباحث إحسان هندي ترجمة لمئة شاعرة كنّ الأكثر شهرة في ميدان شعر الحب
شاعرات مما قبل الميلاد وصولاً إلى شاعرات العصر الحاضر, يذهب هندي بعيداً في التاريخ مُفتشاً عن شاعرات الحب؛ فنتعرف على بلبالة السومرية أواخر القرن الثالث قبل الميلاد، كما نتعرف على بيتوحا الفرعونية أوائل الألف الثانية قبل الميلاد، وسافو الإغريقية، ويليتيس التراقية، وإيرينا الديلوسية، القرن الرابع قبل الميلاد
رغم كل هذه القدامة في تجربة النساء في شعر الحب؛ يتبادر للذهن السؤال الحارق: لماذا كلما قرأت قصيدةً لشاعرة اليوم يصيرُ قلبِك معصوراً كبرتقالةٍ بين يدي بائع عصير، يُقطر حزناً يكفي سكان المدينة..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار