استهتار ..”الصحة” !
لم تكن أعمال وتدخلات وزارة الصحة حيال عديد خدماتها بتلك السوية المأمولة، اعتمادات كبيرة جداً وعلى مدار سنوات تتزايد عاماً بعد عام ،والمنتج العلاجي والخدمي لم يكونا بمحل رضا تام عند المواطن ،وقد يكون مرد الأمر إلى اتباع سلوكيات وطرائق خاطئة بالتعاطي ، ناتجة عن تفكير بعض من يترأس هرم المسؤولية في بعض مفاصلها ، ما أنتج عملاً ناقصاً ،وعلاجات منقوصة ،وشكاوى العباد على خدمات تلك الوزارة شاهدة وهي بالجملة ..!
ما ركزت عليه الوزارة لسنين طويلة مضت نمطيات الأعمال والمهام ،وتناست فعلاً الجودة والارتقاء بتقديم خدمة متطورة وفق المعايير المطلوبة، التي قد تحقق الهدف بالسرعة الممكنة، لا أن توكل تنفيذ المسؤوليات لبعض عناصر لا تعي أهمية وجوب تطوير الأعمال وتقديمها بأحسن وأيسر الوسائل ،وكأن مسؤولي الوزارة لم يكترثوا لسيل الأخطاء والتجاوزات الحاصلة بحق العباد ،وكيف يكترثون والأخطاء واضحة ومكشوفة لدى أي مربض أو زائر دفعته الظروف لزيارة مشفى ما؟ لتأتي الحاجة لخدمات الوزارة مع تمدد وانتشار وباء كورونا ،والابتكار (الناريّ ) بحصر مراكز أخذ مسحات كورونا للمضطرين للسفر ووجوب أخذ هذه المسحات تحت رحمة الوزارة وكوادرها الصحية ،ومدى التعامل السلبي مع الناس.
وهذا ليس بذاك الأمر المهم بقدر تعقيد أمور الناس وانتظارهم لساعات وربما لأيام طويلة حتى ظهور النتائج المزعومة ، وما حالة الفوضى والإهمال وطوابير الناس إلا تأكيد على فشل الوزارة الأكيد في بعض المهام ،وعجز كبير يجب أن ينال من تسبب به العقاب تحت طائلة المساءلة القانونية، فحياة البشر ليست لعبة ياسادة (الصحة) باستهتاركم وتعاطيكم البطيء جداً مع احتياجات تقتضي السرعة .
تجاهلت (الصحة) طلبات ومناشدات مراجعيها، وضربت بذلك عرض الحائط ،لتأتي الجموع وتكشف مدى التقصير الواضح بفجاجة لا تنمّ إلا عن سوء تنظيم من القائمين على الأمور، فصور طوابير البشر عرّت تماماً جهود الوزارة الضعيفة ،وكأنها لا تملك كوادر إدارية وصحية للتدخل الإيجابي عند وجوب الحاجة ..!
لقد آن الأوان لأن تبدأ الوزارة في تحديد وجهتها بشكل صحيح، والقصد هنا الارتقاء بالخدمات بأنواعها المختلفة ،عبر اختيار الطرق المناسبة التي توصلها إليها ،لا أن تبقى رهينة اجتهادات وتصرفات لا تمت للعمل المؤسساتي بصلة ..!