الحصاد المر ..!!
صيرت حرارة الشمس المرتفعة المحاصيل الزراعية الصيفية (خيار بندورة باذنجان..الخ ) في الأرض وبات سعرها بتراب الفلوس (و ماعاد تجيب همها ) وتعب القلب بل على العكس تماماً انخفاض اسعارها دون التكلفة أصاب قلوب مزارعيها بجلطات التسويق وكساد الإنتاج الذي ينتظرهم …
التسويق ذلك الشريان التاجي للفلاح وأي كساد يغلقه على خسارات فادحة للفلاح ما يدفعه للعزوف عن الزراعة للعروات القادمة مايرفع من سعر المنتج القليل منها وليصاب المواطن المستهلك بحمى الأسعار ..كل ذلك يحدث على وقع عجز التدخل الإيجابي للسورية للتجارة ومؤسسات خزنها وتبريدها ..
ليبقى السؤال : لماذا يُترك الفلاح في عنق زجاجة صعوبات التسويق ويترك عرضة لخسارات فادحة بينما جمعيات التسويق الفلاحية (المُشَكّلة لهذه الغاية) عاجزة عن تسويق جهد وعرق الفلاح ومجرد هياكل تسويقية صورية …
أليست تمثل الفلاح الناطق الرسمي باسمه وماجدوى الاتحادات الفلاحية في المحافظات طالما أن الفلاح دائم الاستغاثة .. لماذا لا تلجأ الخزن والتسويق لشراء الفائض من الفلاح بهامش ربح مقبول وتعمد لتخزينه وطرحه في وقت الندرة بين العروة والأخرى وبمايخلق توازناً في الأسواق والأسعار وينظم حركة انسياب السلع …أسئلة كثيرة تطرح على المعنيين .. أولها : ما جدوى هذه الاتحادات الفلاحية الخمسة عشر وهياكلها العظمية وما جدوى أسطول ومؤسسات الخزن والتبريد التابعة للسورية للتجارة إذا كانت
غير قادرة على أن تتدخل إيجابياً لصالح المواطن والفلاح معاً وتترك (الفلاح المعتر) لقمة سائغة في فم التجار يسرقون جهده ويمتصون دمه مستغلين خوفه من فساد وكساد محصوله ولتستمر المعاناة وصرخة الفلاح واستغاثته مع كل حصاد مر ..