الآلية الجديدة لتوزيع الخبز
الآلية الجديدة التي أعلنت عنها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتوزيع الخبز، والبداية في محافظتي دمشق وريفها مطلع الشهر القادم، كانت أحد الحلول التي طالب بها العديد من الزملاء الإعلاميين في فترات سابقة، ولم تجد من قبل أي آذان مصغية، ونأمل اليوم أن تكون إحدى الخطوات التي تضمن الحصول على مادة الخبز بأيسر الطرق وأسرعها، بدلاً من الانتظار ساعاتٍ طوالاً للحصول على المادة بالوقوف على الأفران، أو أماكن المعتمدين للتوزيع.
إن توسيع دائرة المعتمدين كفيل بالحد من الانتظار الطويل للحصول على ربطات الخبز المخصصة لكل عائلة، وفق الآلية التي صدرت مؤخراً من حيث عدد الربطات، وإن كانت هناك تساؤلات عديدة حول تلك الآلية.
تحديد معتمدين جدد لا تتجاوز مخصصات كل واحد منهم 250 ربطة يتطلب من الجهات المعنية العمل على إيقاف البيع المباشر للمواطنين في جميع الأفران العاملة في محيط تلك البقاليات، والاستعاضة عن البيع المباشر بكوى محيطة، أو بالقرب من تلك الأفران، كما كان معمولاً به في سنوات عديدة سابقة مخصصة للبيع، إضافة للمعتمدين في البقاليات، فنخفف بذلك الازدحام على الأفران، ويصل الخبز عندها بسرعة أكبر للمواطنين، بعد أن يأخذ نصيبه من التبريد.
الخطوة من حيث المبدأ جيدة ومفيدة، لكنها تتطلب الحسم في المراقبة، والتأكيد على المعتمدين بعدم تجاوز الأسعار المحددة المعروفة، بعكس ما يحصل الآن، فهناك من يبيع ربطتي الخبز بستمئة، وهناك من رفعها إلى سبعمئة، على مبدأ:« كلٌّ يغني على ليلاه»في هذا المجال، في ظل ضعف الرقابة التموينية من جهة، وضعف ثقافة الشكوى من قبل المواطنين من جهة ثانية، ومرد ذلك خشية المواطن من عدم حصوله في اليوم التالي على مادة الخبز من قبل المعتمد الذي تمت الشكوى عليه.
إن تفعيل دور لجان الأحياء في عملية الضبط لعدد السكان، وفي كل حي ومنطقة أمر في غاية الأهمية للتنسيق والضبط، باتجاه عدد سكان كل حي، وكل منطقة بغية نجاح الآلية الجديدة للتوزيع.
ولنجاح هذه الخطوة ينبغي التشديد على الأفران ليكون الرغيف طازجاً، وبمواصفات جيدة تكفل نجاح عملية نقله إلى المعتمدين، لتوزيعه بالشكل الأمثل، مع التشديد أيضاً لمراقبة المعتمدين بشكل دائم في عملية التوزيع اليومي، ومعاقبة المخالفين بأشد العقوبات