أصبوحة شعرية في مبنى الاتحاد تستضيف شاعريْن مغتربيْن بعد غيابهما الطويل عن بلدهما سورية
الحرية_ لمى بدران:
استقبل اتحاد الكتاب العرب في سورية ظهر اليوم الشاعرين السوريين مؤيد رضا حجازي ومحمود خلف الحسين في أول زيارة لهما إلى سورية بعد غياب طويل عنها، وذلك في أصبوحة شعرية تناولت العديد من القصائد الوطنية والوجدانية التي تعكس تجربة الشاعر السوري المغترب المليئة بالحنين والشوق والمعاناة من الغربة.
غاب الشاعر حجازي عن سورية خمسة عشر عاماً، وعاد بعدها في هذه الفرصة ليشارك بسعادة عارمة رؤيته التي تركّز على أهمية الشعر وقال في هذا السياق: الشعر ديوان العرب وسفير القلوب إلى القلوب وله دور كبير في تأدية الرسالة التي يجب أن نقدّمها في هذا الوقت. وألقى نصوصاً وطنيّة لم يتجاوز فيها أبداً بلده سورية ومما جاء في قصائده عن الشام:
الشامُ منعكسُ الجمالُ وأصلُه
تردي الحبيبَ بنظرتيهِ قتيلاً
تسقيه حرفَ الشعرِ و هو معتقٌ
كي يدمنَ التصويرَ والتجميلَ
يتعانقُ الشطرانِ تحت ظلالها
لتفوحَ بحرًا بالغرامِ طويلاً
والعاشقون على الضفاف تخرجوا
جيلًا يكَحِّلُ مقلتيهِ.. فجيلا
وقصيدة أخرى عن الاغتراب قال فيها:
ذرتنا أمس عاصفة اغترابٍ
وألقت طلعنا غربًا وشرقا
فلقحنا المياسم وهي عطشى
لطلع دمشق حين يثور عشقا
وأنبتنا من الصحراء روضًا
سقيناها بماء العين دفقا
شآميون حيث نكون نحيي
موات الأرض جوريًا وحبْقا
وبالانتقال إلى المشاركة الثانية والتي هي للشاعر محمود الذي مضى عليه مغترباً حوالي سبعة وعشرين عاماً، وقصائده كلها في الغربة وحب الوطن، إذ لا شك عنده أن الأدب والشعر بصمة كبيرة جدّاً في كل وطن وهو الانعكاس عن حالة المجتمع، فقد ألقى عدداً من القصائد النابعة من قلب شاعر يحبّ وطنه ويشتاقه، واقتطفنا مما قدّمه هذه الأبيات لقصيدة بعنوان (أنت سوريّ):
أنا سوريْ أنا أمويْ
وقلبي نابض حَيَويْ
و بي ما عند ذاك
الطيّب البدوي
وجدّي في ذرا درعا
ويدعى السيد النّووي
وأفخرُ أنني حرٌّ
بسيط بساطة القروي
ونورٌ من رحاب القدس
حتّى الجامع الأموي
يشدّ بَنيّ في حبّ
لنورِ المسجدِ النّبوي
ورغم الموت في وطني
ووطأةِ حزنه الدموي
سيرجع ذلك الحبُّ
النقيّ المشرقُ الأخوي
وفي قصيدة وجدانية أخرى يقول:
يا رقّة الحب يحلو لي بك الغزل
محبوبتي أنتِ لا سهوٌ ولا بدلُ
يا رَبَّــــةَ الحُـسن يا شوقاً يــؤرّقني
أنا المـتيّـمُ في عينيك والـثّمِـلُ
يـا منجم الطّيب والخيرات ياكرماً
يحلو به الشعر والموّال والزّجلُ
هامت بك الرّوح يا عطراً يجمّلني
فعانقيها فدتــك الـــروح والمُقل…
وبدوره ارتجل الشاعر جهاد بكفلوني وهو من أدار الجلسة العديد من القصائد الوطنية المتماهية مع هذه الأصبوحة، مؤكّداً باسم الاتحاد أهمية استضافة هذين الشاعرين خلال حدث شعري أنيق تزامن مع حالة الفرح التي يعيشها أبناء الشعب السوري مع شروق فجر جديد تعبق فيه الحرية بأطياف الأمل في بناء وطن جديد هو سورية التي تشكل بوابة التاريخ العريق ونافذة الغد المتألق كما يحب ويشتهي أبناؤها الذين يشمرون اليوم عن سواعدهم ليعيدوا بناءها من جديد.
تتالت القصائد على المنبر حتى النهاية أمام الجمهور الذي تضمن مجموعة واسعة من الأدباء والمفكرين والمهتمين بالشأن الثقافي.