شكل الإجتماع الذي عقده السيد الرئيس أحمد الشرع مع الفصائل الثورية في قصر الشعب أمس مرحلة تاريخية ونقلة مفصلية ستحدد مستقبل سورية وشعبها لفترة طويلة من الزمن، وستنقلها من دائرة العزلة والنبذ إلى أفق الانفتاح والحوار والتفاعل مع المحيطين العربي والإقليمي والعلاقات المتوازنة والمصالح المتبادلة مع دول العالم كافة.
إن الحوار البناء الذي أجراه السيد الرئيس مع ممثلي الفصائل الثورية وتحديده للخطوط العريضة لبناء الدولة وتأكيده وحدة التراب والمؤسسات والطاقات السورية بعث الأمل في النفوس المترقبة بأن القادم أفضل والمستقبل مبشر بالاستقرار والإزدهار.
من المعروف أن أحد المقومات الرئيسية لبقاء الدولة وصيانة أمنها وحدودها والحفاظ على استقرار شعبها ومواطنيها والمساهمة في ازدهار اقتصادها وتقدم تنميتها هو الجيش القوي القادر على بسط الأمن والأمان فيها.
ولذلك كان التركيز الإستراتيجي الأول هو حل القوى الثورية والمكونات الفصائلية وإعادة تشكيلها في جيش منظم ومنضبط تحت قيادة مركزية ملمة بالواجبات والمهام المنوطة بهذا الجيش الوطني وعلى رأسها سيادة الدولة والقضاء على الفوضى وإرساء سيادة القانون وتوفير الأمن والأمان للجميع.
لقد ظهرت جلياً الارتدادت الإيجابية لهذه الخطوة المفصلية من خلال اتفاق المجتمعين على منح الثقة للسيد الشرع لقيادة سورية رئيساً للمرحلة الانتقالية القادمة، كما بدت المفاعيل المطمئنة لعودة الثقة العربية بمسيرة سورية الواعدة بالخير من خلال زيارة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى دمشق بعد قطيعة دامت قرابة أربعة عشر عاماً.
مما لا شك فيه أن توالي الوفود العربية والدولية إلى دمشق بعيداً عن كل الطروحات والنوايا والاقتراحات التي تقبلها القيادة الجديدة لسورية أو ترفضها مؤشر إيجابي على صحة المسار وسلامة الطريق نحو مستقبل أفضل مما كان عليه الحال سابقاً.
بقي أن نقول: إن السوريين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم ينظرون بأمل كبير إلى مستقبل يسوده الأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي والرفاه المادي والاجتماعي، وهذا لن يتحقق مالم يتوحدوا على محبة وطنهم والتسامح فيما بينهم وقبول الآخر وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للقيادة الجديدة لسورية للقيام بواجباتها التي أخذتها على عاتقها بالنهوض بهذا البلد سياسياً واقتصادياً وفي المقدمة منها رفع العقوبات الدولية الجائرة نهائياً عن الشعب السوري وإن كان تعليقها مؤشراً جيداً وخطوة إلى الأمام ولكنها غير كافية.
هيثم صالح
39 المشاركات