بين النفي والتأكيد.. رؤساء جمعيات فلاحية يتهمون “إكثار البذار” بعد تدني نسبة إنبات القمح
الحرية – محمد فرحة:
طرح عدد من رؤساء الجمعيات الفلاحية في مجال رابطة مصياف عدة قضايا غاية في الأهمية، يأتي في مقدمتها أن بذار القمح الذي استجروه من المصرف الزراعي من صنف” أكساد” لم يكن بالمستوى المطلوب، فنسبة الإنبات فيه لدى البعض لا تتعدى الـ ٢٠%، وفي احسن الأحوال ٣٠% بعد أن مضى على زراعته أكثر من شهر ونصف الشهر، وفقاً لحديث رئيس جمعية قبو الشميسة وسيم ملحم وبحضور رئيس اتحاد فلاحي حماة أحمد رسلان في اجتماعه مع رابطة مصياف الفلاحية.
وأضاف: إن البذار لم يكن بالمستوى المطلوب، ولم تكن نسبة الإنبات فيه جيدة، وزاد على ذلك في حديث جانبي لصحيفة الحرية معه بأنه زرع حوالي ٨٠ دونماً، منها ٣٥ دونماً مروياً والباقي بعل، مشيراً إلى أنه سيتعرض من خلالها لخسائر مالية كبيرة.
وما نقله رئيس جمعية قبو الشميسة وضحه مشرف زراعي جمعيات ” جب رملة وكنفو وحنجور وأصيلة والعالمية وديمو” عماد حسن. حيث أكد أن نسبة الإنبات لديهم ٦٠% في الأراضي السهلية المروية من نفس الصنف.
رئيس اتحاد فلاحي حماة أحمد رسلان فوجئ بما طرحه رؤساء الجمعيات الفلاحية، وتحديداً حول ما يتعلق بصنف أكساد، منوهاً بأن الشكاوى التي وصلتهم حول هذه القضية تتمحور حول بذار صنف قمح / دوما / وقد أوعزوا للفنيين بالكشف وتبيان الأسباب.
مضيفاً: قد تكون الظروف المناخية وانحباس الأمطار وأمور زراعية أخرى هي السبب في كل ذلك، هنا قام أحد الحضور من مزارعي قرية ديمو وعرض على رئيس اتحاد الفلاحين صورة عبر جواله، تكشف سوء ورداءة نوع بذار القمح لا تخفي العين دلالته، فمازحه أحد الحضور ألا يعرض الصورة أمام الصحافة.
وبعيداً عن هموم و إشكالية بذار القمح الذي استحوذ على حيزٍ واسع من النقاش، طالب رؤساء جمعيات كل من برشين وعلى لسان رئيسها جوزيف سمعان، ورئيس جمعية تين السبيل علي عوض، طالبا بأن يتم تزويدهم بالأسمدة الخاصة بأشجار التفاح، باعتباره المحصول الرئيسي لهذه البلدات، وهي عصب إنتاج التفاح في مجال محافظة حماة وبيضة القبان.
معللين ذلك بأنهم لا يملكون اليوم ثمن هذه الأسمدة، حيث يتعدى سعر الكيس عن الـ ٤٥٠ ألف ليرة، زد على ذلك أنهم للتو خارجون من خسارة الموسم المنصرم من جراء الأضرار التي لحقت بهم.
وتساءل رئيس جمعية برشين: لماذا تم تعويض أضرار التفاح لبعض الجمعيات دون سواها؟
إلى ذلك تساءل بعض الحضور أيضاً: هل يمكن منحهم بذار البطاطا بالدين الآجل لحين جني المحصول، أضف إلى ذلك أن بعضهم قد يضحي بالعربون الذي دفعه في حال فرض عليه صنف غير مكتتب عليه، وخاصة في هذه الظروف الصعبة مادياً التي لا تمكنهم من استلام ماتم الاكتتاب عليه، انطلاقاً من مقولة خسارة قليلة خير من خسارة كبيرة وموجعة.
مشيرين إلى رفضهم استلام أصناف لم يكتتبوا عليها، كصنف نعيمة الذي لم يزرعوه سابقاً في أراضيهم، حيث تنتابهم الخشية من زراعة بذار لم يجربوه ولم يزرع في أراضيهم .
صحيفة الحرية اتصلت مع مدير فرع إكثار البذار بحماة المهندس سطام خليل مستوضحة عن ذلك فأجاب: كل مزارع سجل على ثلاث رغبات، فإن لم تتواجد رغبته الأولى، سنعطيه من الرغبة الثانية أو الثالثة، كاشفاً بأن مايردده بعض المزارعين حول نسبة الحسم على كميات الاكتتاب ليست دقيقة، فنسبة الحسم ٣٠% فقط، بمعنى أوضح: المزارع المكتتب على طن يمنح ٧٠٠ كغ، وهكذا..
من ناحيته، أشار رئيس رابطة مصياف الفلاحية فراس حسن إلى أنه تم رفع مذكرة إلى اتحاد فلاحي حماة بخصوص إمكانية تزويد مزارعي التفاح والبطاطا بالأسمدة بالدين الآجل ريثما يتم جني المحصول.
وهذا ما أكده رئيس اتحاد فلاحي حماة الذي بدوره ذكر أنهم خاطبوا الاتحاد العام للفلاحين حول هذه المسائل المطروحة، وهم سيتابعونها مع المعنيين عن هذا الشأن.
بالمختصر المفيد: إن ما لحق بمزارعي التفاح من خسائر الموسم المنصرم كان باهظاً، ومع ذلك لم يتقاضوا أي تعويض عن الأضرار أسوة بغيرهم .
في حين تعرض مزارعو البطاطا الخريفية لخسائر جمّة، حيث إن سعر الكيلو للمستهلك ألفا ليرة، في الوقت الذي باعوه بألف وخمسمئة ليرة في سوق الهال ، فالمحصول لم يغطّ تكلفة نفقاته.
ليبقى السؤال: ماذا ستقول لجنة الكشف والتقصي عن سوء بذار القمح صنفي دوما و أكساد ، وهما اللذان نجحا في مكان وخيَّبا الآمال في مكان آخر؟
هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة ستبقى مطروحة إلى حين إيجاد الجواب لها.