«التموين» تصوب على معاصر الزيتون.. سحب ٤٤ عينة ١٢ منها مخالفة وبعضها جسيم
دمشق- أيهم إبراهيم:
يبدو أن ظاهرة التلاعب بالكيل لم تعد تقتصر على محطات الوقود في طرطوس، بل انتقلت للأسف إلى معاصر الزيتون، وأياً كان الأسلوب أو التسميات فإن ما يحدث في النهاية هو سرقة موصوفة لتعب وجهد فلاح بسيط ينتظر موسمه بفارغ الصبر.
” القطعية ” هي ما تميز معاصر الزيتون النزيهة عن تلك المتلاعبة أو بالأحرى الغشاشة، ولمن لا يعرف المقصود بالقطعية كما هو متعارف عليه بين المزارعين في طرطوس فهي كمية الزيت المنتج من كل تنكة زيتون أخضر وزنها ١٣ كغ، مع العلم أن عوامل عديدة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تحديد القطعية، أهمها نوعية الزيتون وتوقيت قطافه ونضوجه٫ إضافة إلى حداثة المعصرة ونزاهتها وهنا بيت القصيد.
وغالباً ما تقطع تنكة الزيتون الأخضر واحداً رطلاً، أي ٢.٥ ليتر كحد أدنى وفي حال كانت القطعية أقل فهذه إشارة إلى وجود خلل أو تلاعب في المعصرة!
معاصر الزيتون في طرطوس مثل محطات الوقود، فالنزيهة منها معروفة ومرغوبة وقد تضطر للانتظار يوماً أو يومين لعصر محصولك والعكس صحيح، والمؤسف أن الحجج والأعذار جاهزة لتبرير التلاعب، فالمشكلة في الزيتون وبالنهاية “هذه رزقتك وعوضك على الله “.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس نديم علوش أكد لـ«تشرين» أن المديرية أوعزت لكل دورياتها التموينية وشُعبها في المناطق بضرورة تشديد الرقابة على عمل معاصر الزيتون رغم أن الموسم الحالي ليس كمواسم الزيتون السابقة والعمل على سحب العينات، حيث تم حسب علوش سحب ٤٤ عينة ١٢ منها مخالفة وبقية العينات لا تزال قيد التحقيق .
وأضاف علوش: حسب القوانين والأنظمة يجب ألا تتجاوز نسبة الزيت في «التمز» أي مخلفات الزينون ٧% للمعاصر القديمة و٥% للمعاصر الحديثة التي تعمل بالطرد المركزي، وللأسف_ والكلام لعلوش- فقد وصلت بعض النسب إلى ١٢ و١٥% وهي نسب عالية ويمكن اعتبارها من المخالفات الجسيمة .
وختم علوش كلامه بالإشارة إلى قيام المعاصر المتلاعبة بإعادة عصر التمز للحصول على الزيت الصناعي الذي يستخدم في عدة صناعات ومنها الصابون، إضافة إلى بيع مادة التمز حيث وصل سعرها حالياً ٢.٥ مليون ليرة للطن الواحد.