كثرة العرض تخفّض أسعار الفروج في أسواق الحسكة
تشرين- خليل اقطيني:
بعد انخفاض واضح عادت أسعار الفروج في أسواق محافظة الحسكة إلى الارتفاع، حيث كان ثمن الكيلو غرام الواحد من الفروج الحي يتراوح بين 18 و20 ألف ليرة، ولامس اليوم عتبة 24 ألف ليرة.
أسعار متباينة
بعض المواطنين الذين التقيناهم أشاروا إلى بعض النقاط المهمة في هذا المجال، فذكر حسين العبدالله أن سعر الفروج ليس واحداً وموحداً في كل أسواق المحافظة، ففي أسواق مدينة الحسكة – مثلاً – يختلف السعر من حي إلى آخر، مثلما يختلف سعره في الأحياء عن سعره في وسط المدينة، ولهذا من الأفضل أن نقول إن سعر كيلو الفروج الحي أصبح يتراوح بين 22 و24 ألف ليرة حالياً، وذلك مراعاة للفروق الحاصلة بالأسعار بين مختلف أسواق المحافظة.
أما علي المحمود فيرى أن هذا السعر هو في بداية الأسبوع، وسرعان ما ينخفض مع مرور الأيام إلى أن نصل إلى السعر الذي تم الاعتياد عليه في الفترة الأخيرة، الذي يتراوح بين 18 و20 ألف ليرة، إذ ينخفض السعر بحدود ألف ليرة يومياً، وجرت العادة أن تبدأ أسواق المحافظة بداية الأسبوع بأسعار مرتفعة تقل تدريجياً يوماً بعد آخر، وغالباً ما تكون الأسعار في نهاية اليوم أقل عما كانت عليه في الصباح، خشية من نفوق بعض الطيور في حال تركها لليوم التالي ما يكبد الباعة خسائر إضافية.
بين كثرة العرض وقلة الطلب
وبالرغم من ذلك تبقى أسعار الفروج في المحافظة حالياً مقبولة، مقارنة مع أسعاره في المراحل السابقة التي وصل فيها السعر الى ضعف سعره الحالي من جهة، ومع أسعاره في المحافظات الأخرى من جهة ثانية، حسب مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك علي خليف، الذي يعيد هذا الانخفاض إلى كثرة العرض الذي يفوق الطلب بكثير، وذلك بسبب دخول كميات كبيرة من الفروج إلى أسواق المحافظة عبر المعابر غير الشرعية مع شمال العراق، الأمر الذي أدى إلى كثرة محال بيع الفروج في مختلف أسواق المحافظة، وهذا أدى بدوره إلى بروز مبدأ المضاربة بين الباعة والتجار، حيث بدأ أغلبهم يكتفي ببيع الفروج بسعر التكلفة، مكتفياً بسعر الذبح والتنظيف والتقطيع فقط.
السلامة الصحية
وفي ظل عدم توفر إمكانية إغلاق تلك المعابر في الوقت الحالي بسبب الظروف السائدة في المحافظة، بيّن خليف أن جهود مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تتركز إزاء هذا الوضع على مسألتين: الأولى هي مراقبة الحالة الصحية للفروج المعروض في الأسواق، ومدى صلاحيته للاستهلاك البشري، لكون الكثير من الأمراض يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق الفروج أخطرها أنفلونزا الطيور والأيكولاي والسالمونيلا.
وإذا ما أخذنا المرض الأخير مثالاً نجد أن السالمونيلا يصيب المريض بعدد من المضاعفات الصحية، مثل نقص البول وجفاف اللسان والفم وتجرثم الدم في حال دخول العدوى إلى مجرى الدم، والإصابة أيضاً بالتهاب المفاصل، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض على المريض، مثل الغثيان والقيء والإسهال وتشنجات بالبطن، والصداع، والبراز الدموي، وهذه المضاعفات والأعراض ناتجة من كون السالمونيلا مرض بكتيري يصيب أمعاء الحيوانات والإنسان، وينتقل من الدجاج إلى البشر من خلال براز الدجاج أو البيض النيئ ومنتجات اللحوم والمياه الملوثة.
مراقبة الأسعار وتحليلها
ويضيف خليف: إن المسألة الثانية التي تركز عليها عليها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك تتعلق بمراقبة الأسعار وتحليلها ومقارنتها مع الأسعار في المحافظات الأخرى، ومدى منطقيتها، وملاءمتها لتكاليف الإتتاج بالنسبة لتربية الفروج.
ويؤكد خليف أن أهمية هذا الإجراء تكمن في أن السعر يعطي مؤشرات عديدة، فإذا انخفض السعر بشكل كبير يتجاوز حدود المنطق، يمكن أن يثير ذلك الريبة حول السلامة الصحية للفروج ومدى صلاحيته للاستهلاك البشري، خشية من إصابة بعض الأفواج بأمراض معينة تدفع المربي إلى الإسراع بطرحها في الأسواق، تفادياً لنسبة كبيرة من الخسارة إن لم يكن كلها.
وعن أسعار المواد الغذائية والخضار والفواكه في أسواق المحافظة ذكر خليف أن أسعار المواد الغذائية الجافة مازالت مستقرة، في حين تشهد أسعار الخضار والفواكه انخفاضاً طفيفاً، وذلك نتيجة لطرح كميات كبيرة من الإنتاج في الأسواق.
تكثيف الرقابة
وبسبب عدم إمكانية بسط الرقابة التموينية في كل أسواق المحافظة في الوقت الحالي بسبب وجود الاحنلالين الأميركي والتركي والمجموعات المرتبطة بهما، يؤكد خليف أن الدوريات التموينية التابعة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك نشطت خلال تشرين الأول الجاري في الرقابة على أسواق المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة، ومن خلال تكثيف الرقابة على هذه الأسواق تمكنت الدوريات من تنظيم 23 ضبطاً تموينياً منذ بداية تشرين الأول حتى الآن تتعلق بعدم الإعلان عن الأسعار وعدم حيازة فواتير شراء، والتصرف بالمواد المدعومة على غير الوجه المخصص لها، إضافة إلى عدم التقيد بمواعيد العمل في مخبزين اثنين، كما تم سحب 9 عينات من المواد الغذائية المعروضة في الأسواق من أجل تحليلها للتأكد من جودتها ومدى صلاحيتها للاستهلاك البشري، لافتاً إلى أن الدوريات التموينية التابعة لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك نظمت خلال شهر أيلول الماضي 20 ضبطاً تموينياً بحق عدد من الباعة والتجار المخالفين لارتكابهم مخالفات تموينية تتعلق بالبيع بسعر زائد، وعدم حيازة وتداول الفواتير الخاصة بالشراء، ومخالفة لعدد من وسائل النقل بسبب تقاضي أسعار زائدة.